مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خلط

صفحة 293 - الجزء 1

  كالأوّل، وقال: {إِنَّه كانَ مُخْلَصاً وكانَ رَسُولًا نَبِيًّا}⁣[مريم: ٥١]، فحقيقة الإخلاص: التّبرّي عن كلّ ما دون اللَّه تعالى.

خلط

  الخَلْطُ: هو الجمع بين أجزاء الشيئين فصاعدا، سواء كانا مائعين، أو جامدين، أو أحدهما مائعا والآخر جامدا، وهو أعمّ من المزج، ويقال اختلط الشيء، قال تعالى: {فَاخْتَلَطَ بِه نَباتُ الأَرْضِ}⁣[يونس: ٢٤]، ويقال للصّديق والمجاور والشّريك: خَلِيطٌ، والخليطان في الفقه من ذلك، قال تعالى: {وإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ}⁣[ص: ٢٤]، ويقال الخليط للواحد والجمع، قال الشاعر:

  ١٤٧ - بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا⁣(⁣١)

  وقال: {خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وآخَرَ سَيِّئاً}⁣[التوبة: ١٠٢]، أي: يتعاطون هذا مرّة وذاك مرّة، ويقال: أخلط فلان في كلامه: إذا صار ذا تخليط، وأخلط الفرس في جريه كذلك، وهو كناية عن تقصيره فيه.

خلع

  الخَلْعُ: خلع الإنسان ثوبه، والفرس جلَّه وعذاره، قال تعالى: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ}⁣[طه: ١٢]، قيل: هو على الظاهر، وأمره بخلع ذلك عن رجله، لكونه من جلد حمار ميّت⁣(⁣٢)، وقال بعض الصوفية: هذا مثل وهو أمر بالإقامة والتمكَّن، كقولك لمن رمت أن يتمكَّن: انزع ثوبك وخفّك ونحو ذلك، وإذا قيل: خَلَعَ فلان على فلان، فمعناه: أعطاه ثوبا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة بأن وصل به على فلان، لا بمجرّد الخلع.

خلف

  خَلْفُ: ضدّ القُدَّام، قال تعالى: {يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ}⁣[البقرة: ٢٥٥]، وقال تعالى: {لَه مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْه ومِنْ خَلْفِه}⁣[الرعد: ١١]، وقال تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}⁣[يونس: ٩٢]، وخَلَفَ ضدّ تقدّم وسلف، والمتأخّر لقصور منزلته يقال له: خَلْفٌ، ولهذا قيل: الخلف الرديء، والمتأخّر لا لقصور منزلته يقال له: خلف، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ}⁣[الأعراف: ١٦٩]، وقيل: سكت ألفا ونطق


(١) هذا شطر بيت لزهير، وعجزه:

وزوّدوك اشتياقا أية سلكوا

وهو مطلع قصيدته الكافية في ديوانه ص ٤٧.

(٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ١٤٤ عن كعب وعكرمة وقتادة، وأخرجه ابن بطَّة، وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة ١/ ٢٢٨: وهذا لا يصحّ.