فصح
  {كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا}[يونس: ٣٣]، {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً}[السجدة: ١٨]، فقابل به الإيمان. فالفاسق أعمّ من الكافر، والظالم أعمّ من الفاسق. {والَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ} إلى قوله: {وأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ}(١) وسمّيت الفأرة فُوَيْسَقَةً لما اعتقد فيها من الخبث والفسق. وقيل: لخروجها من بيتها مرّة بعد أخرى. وقال عليه الصلاة والسلام:
  (اقتلوا الفويسقة فإنّها توهي السّقاء وتضرم البيت على أهله)(٢). قال ابن الأعرابيّ: لم يسمع الفاسق في وصف الإنسان في كلام العرب، وإنما قالوا: فسقت الرّطبة عن قشرها(٣).
فشل
  الفَشَلُ: ضعف مع جبن. قال تعالى: {حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ}[آل عمران: ١٥٢]، {فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: ٤٦]، {لَفَشِلْتُمْ ولَتَنازَعْتُمْ}[الأنفال: ٤٣]، وتَفَشَّلَ الماء:
  سال.
فصح
  [الفَصْحُ: خلوص الشيء مما يشوبه. وأصله في اللَّبن، يقال: فَصَّحَ اللَّبن وأَفْصَحَ(٤)، فهو مُفْصِحٌ وفَصِيحٌ: إذا تعرّى من الرّغوة، وقد روي:
  ٣٥٢ - وتحت الرّغوة اللَّبن الفصيح(٥)
  ومنه استعير: فَصُحَ الرّجل: جادت لغته، وأَفْصَحَ: تكلَّم بالعربيّة، وقيل بالعكس، والأوّل أصحّ](٦). وقيل: الفَصِيحُ: الذي ينطق، والأعجميّ: الذي لا ينطق، قال: {وأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً}[القصص: ٣٤]، وعن هذا استعير: أَفْصَحَ الصّبحُ: إذا بدا ضوؤه، وأَفْصَحَ النصارى: جاء فِصْحُهُمْ، أي: عيدهم.
(١) الآية: {والَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً ولا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ} سورة النور: آية ٤.
(٢) في البخاري: عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «خمّروا الآنية، وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح، فإنّ الفويسقة ربّما جرّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت». انظر: فتح الباري ١١/ ٨٥ باب: لا تترك النار عند النوم.
(٣) قال ابن الأعرابي: ولم يسمع في كلام الجاهلية في شعر ولا كلام فاسق. قال: وهذا عجب: هو كلام عربيّ ولم يأت في شعر جاهلي. انظر: المجمل ٣/ ٧٢١، وغلَّطه السمين في عمدة الحفاظ: فسق، لكنه لم يذكر مثالا على استعمالهم.
(٤) انظر: الأفعال ٤/ ٣٠، والقاموس. فصح.
(٥) هذا عجز بيت، وصدره:
ولم يخشوا مصالته عليهم
واختلف في نسبته فقيل لأبي محجن الثقفي، وقيل: لنضلة السلمي، ونسبه ابن دريد للحارث. انظر: البيان والتبيين ٣/ ٣٣٨، واللسان (فصح)، والمجمل ٣/ ٧٢٢، والجمهرة ٢/ ١٦٣، والمزهر ١/ ١٨٤.
(٦) ما بين [] نقله السيوطي في المزهر ١/ ١٨٤.