رب
كتاب الرّاء
رب
  الرَّبُّ في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حدّ التمام، يقال رَبَّه، وربّاه ورَبَّبَه. وقيل: (لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن)(١). فالرّبّ مصدر مستعار للفاعل، ولا يقال الرّبّ مطلقا إلا للَّه تعالى المتكفّل بمصلحة الموجودات، نحو قوله: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ورَبٌّ غَفُورٌ}[سبأ: ١٥].
  وعلى هذا قوله تعالى: {ولا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ والنَّبِيِّينَ أَرْباباً}[آل عمران: ٨٠] أي:
  آلهة، وتزعمون أنهم الباري مسبّب الأسباب، والمتولَّي لمصالح العباد، وبالإضافة يقال له ولغيره، نحو قوله: {رَبِّ الْعالَمِينَ}[الفاتحة: ١]، و {رَبُّكُمْ ورَبُّ آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ}[الصافات: ١٢٦]، ويقال: رَبُّ الدّار، ورَبُّ الفرس لصاحبهما، وعلى ذلك قول اللَّه تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساه الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّه}[يوسف: ٤٢]، وقوله تعالى: {ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ}[يوسف: ٥٠]، وقوله: {قالَ مَعاذَ الله إِنَّه رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ}[يوسف: ٢٣]، قيل:
  عنى به اللَّه تعالى، وقيل: عنى به الملك الذي ربّاه(٢)، والأوّل أليق بقوله. والرَّبَّانِيُّ قيل: منسوب إلى الرّبّان، ولفظ فعلان من: فعل يبنى نحو:
  عطشان وسكران، وقلَّما يبنى من فعل، وقد جاء نعسان. وقيل: هو منسوب إلى الرّبّ الذي هو المصدر، وهو الذي يربّ العلم كالحكيم، وقيل: منسوب إليه، ومعناه، يربّ نفسه بالعلم، وكلاهما في التحقيق متلازمان، لأنّ من ربّ نفسه بالعلم فقد ربّ العلم، ومن ربّ العلم فقد ربّ نفسه به. وقيل: هو منسوب إلى الرّبّ،
(١) هذا من حديث صفوان بن أمية لأبي سفيان يوم حنين قالها لما انهزم الناس أول المعركة من المسلمين انظر:
الروض الأنف ٤/ ١٢٤، والنهاية لابن الأثير ٢/ ١٨٠.
(٢) وهو قول أكثر المفسرين، ويرجّحه قوله: «أكرمي مثواه».