مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رس

صفحة 352 - الجزء 1

  يصير سببا في وصول الرّزق. والرَّزَّاقُ لا يقال إلَّا للَّه تعالى، وقوله: {وجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ ومَنْ لَسْتُمْ لَه بِرازِقِينَ}⁣[الحجر: ٢٠]، أي:

  بسبب في رزقه، ولا مدخل لكم فيه، وقوله: {ويَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ والأَرْضِ شَيْئاً ولا يَسْتَطِيعُونَ}⁣[النحل: ٧٣]، أي: ليسوا بسبب في رزق بوجه من الوجوه، وسبب من الأسباب. ويقال: ارْتَزَقَ الجند: أخذوا أرزاقهم، والرَّزْقَةُ: ما يعطونه دُفْعة واحدة.

رس

  {أَصْحابَ الرَّسِّ}⁣(⁣١) قيل: هو واد، قال الشاعر:

  ١٨٧ - وهنّ لوادي الرَّسِّ كاليد للفم⁣(⁣٢)

  وأصل الرَّسِّ: الأثر القليل الموجود في الشيء، يقال: سمعت رَسّاً من خبر⁣(⁣٣)، ورَسُّ الحديث في نفسي، ووجد رَسّاً من حمّى⁣(⁣٤)، ورُسَّ الميّتُ: دفن وجعل أثرا بعد عين.

رسخ

  رُسُوخُ الشيء: ثباته ثباتا متمكَّنا، ورَسَخَ الغدير: نضب ماؤه، ورَسَخَ تحت الأرض، والرَّاسِخُ في العلم: المتحقّق به الذي لا يعرضه شبهة. فَالرَّاسِخُونَ في العلم هم الموصوفون بقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا بِالله ورَسُولِه ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا}⁣[الحجرات: ١٥]، وكذا قوله تعالى: {لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ١٦٢].

رسل

  أصل الرِّسْلِ: الانبعاث على التّؤدة ويقال:

  ناقة رِسْلَةٌ: سهلة السّير، وإبل مَرَاسِيلُ: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرَّسُولُ المنبعث، وتصوّر منه تارة الرّفق، فقيل: على رِسْلِكَ، إذا أمرته بالرّفق، وتارة الانبعاث فاشتقّ منه الرّسول، والرَّسُولُ يقال تارة للقول المتحمّل كقول الشاعر:

  ١٨٨ - ألا أبلغ أبا حفص رسولا⁣(⁣٥)


(١) الآية {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وأَصْحابُ الرَّسِّ وثَمُودُ} سورة ق: آية ١٢.

(٢) هذا عجز بيت، وشطره:

بكرن بكورا واستحرن بسحرة

وهو لزهير بن أبي سلمى من معلقته، انظر: ديوانه ص ٧٧، وشرح المعلقات ١/ ١٠٥.

(٣) انظر: الأساس ١٦٢، والمجمل ٢/ ٣٦٦، والبصائر ٣/ ٦٨.

(٤) قال الزمخشري: به رسّ الحمى ورسيسها: ابتداؤها قبل أن تشتدّ، وتقول:

بدأت برسّها، وأخذت في مسّها. الأساس ص ١٦٢.

(٥) شطر بيت، عجزه:

فدى لك من أخي ثقة إزاري

وهو لأبي المنهال الأشجعي، وقد تقدّم في مادة (أزر).