رذل
  لكن تعورف في المتأخّر المذموم. يقال: رَدُأَ(١) الشيء رَدَاءَةً، فهو رَدِيءٌ، والرَّدَى: الهلاك، والتَّرَدِّي: التّعرّض للهلاك، قال تعالى: {وما يُغْنِي عَنْه مالُه إِذا تَرَدَّى}[الليل: ١١]، وقال: {واتَّبَعَ هَواه فَتَرْدى}[طه: ١٦]، وقال: {تَا لله إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}[الصافات: ٥٦]، والمرداة: حجر تكسر بها الحجارة فَتُرْدِيهَا.
رذل
  الرَّذْلُ والرُّذَالُ: المرغوب عنه لرداءته، قال تعالى: {ومِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ}[النحل: ٧٠]، وقال: {إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ}[هود: ٢٧]، وقال تعالى: {قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ واتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ}[الشعراء: ١١١]، جمع الأَرْذَلِ.
رزق
  الرِّزْقُ يقال للعطاء الجاري تارة، دنيويّا كان أم أخرويّا، وللنّصيب تارة، ولما يصل إلى الجوف ويتغذّى به تارة(٢)، يقال: أعطى السّلطان رِزْقَ الجند، ورُزِقْتُ علما، قال: {وأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}[المنافقون: ١٠]، أي: من المال والجاه والعلم، وكذلك قوله: {ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ}[البقرة: ٣]، {كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}[البقرة: ١٧٢]، وقوله: {وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}[الواقعة: ٨٢]، أي:
  وتجعلون نصيبكم من النّعمة تحرّي الكذب.
  وقوله: {وفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ}[الذاريات: ٢٢]، قيل: عني به المطر الذي به حياة الحيوان(٣). وقيل: هو كقوله: {وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً}[المؤمنون: ١٨]، وقيل: تنبيه أنّ الحظوظ بالمقادير، وقوله تعالى: {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْه}[الكهف: ١٩]، أي: بطعام يتغذّى به. وقوله تعالى: {والنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ}[ق: ١٠ - ١١]، قيل:
  عني به الأغذية، ويمكن أن يحمل على العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل، وكلّ ذلك ممّا يخرج من الأرضين، وقد قيّضه اللَّه بما ينزّله من السماء من الماء، وقال في العطاء الأخرويّ: {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: ١٦٩]، أي: يفيض اللَّه عليهم النّعم الأخروية، وكذلك قوله: {ولَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا}[مريم: ٦٢]، وقوله: {إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ}[الذاريات: ٥٨]، فهذا محمول على العموم.
  والرَّازِقُ يقال لخالق الرّزق، ومعطيه، والمسبّب له، وهو اللَّه تعالى(٤)، ويقال ذلك للإنسان الذي
(١) انظر: الأفعال ٣/ ٤٩، والبصائر ٣/ ٦٥.
(٢) وردّه الرازي في تفسيره ٢/ ٣٠.
(٣) وهو قول الضحاك، انظر: الدر المنثور ٧/ ٦١٩.
(٤) انظر: الأسماء والصفات ص ٨٦.