مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بيع

صفحة 155 - الجزء 1

  وأمّا الذم فلمن كان ذليلا معرّضا لمن يتناوله كبيضة متروكة بالبلد، أي: العراء والمفازة. وبَيْضَتَا الرجل سمّيتا بذلك تشبيها بها في الهيئة والبياض، يقال: بَاضَتِ الدجاجة، وباض كذا، أي: تمكَّن.

  قال الشاعر:

  ٧٤ - بداء من ذوات الضغن يأوي ... صدورهم فعشش ثمّ باض⁣(⁣١)

  وبَاضَ الحَرُّ: تمكَّن، وبَاضَتْ يد المرأة: إذا ورمت ورما على هيئة البيض، ويقال: دجاجة بَيُوض، ودجاج بُيُض⁣(⁣٢).

بيع

  البَيْع: إعطاء المثمن وأخذ الثّمن، والشراء:

  إعطاء الثمن وأخذ المثمن، ويقال للبيع:

  الشراء، وللشراء البيع، وذلك بحسب ما يتصور من الثمن والمثمن، وعلى ذلك قوله ø: {وشَرَوْه بِثَمَنٍ بَخْسٍ}⁣[يوسف: ٢٠]، وقال #: «لا يبيعنّ أحدكم على بيع أخيه»⁣(⁣٣) أي: لا يشتري على شراه.

  وأَبَعْتُ الشيء: عرضته، نحو قول الشاعر:

  ٧٥ - فرسا فليس جوادنا بمباع⁣(⁣٤)

  والمُبَايَعَة والمشارة تقالان فيهما، قال اللَّه تعالى: {وأَحَلَّ الله الْبَيْعَ وحَرَّمَ الرِّبا}⁣[البقرة: ٢٧٥]، وقال: {وذَرُوا الْبَيْعَ}⁣[الجمعة: ٩]، وقال ø: {لا بَيْعٌ فِيه ولا خِلالٌ}⁣[إبراهيم: ٣١]، {لا بَيْعٌ فِيه ولا خُلَّةٌ}⁣[البقرة: ٢٥٤]، وبَايَعَ السلطان: إذا تضمّن بذل الطاعة له بما رضخ له، ويقال لذلك: بَيْعَة ومُبَايَعَة. وقوله ø: {فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِه}⁣[التوبة: ١١١]، إشارة إلى بيعة الرضوان المذكورة في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}⁣[الفتح: ١٨]، وإلى ما ذكر في قوله تعالى: {إِنَّ الله اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ الآية}⁣[التوبة: ١١١]، وأمّا الباع فمن الواو بدلالة قولهم: باع في السير يبوع: إذا مدّ باعه.

بال

  البَال: الحال التي يكترث بها، ولذلك يقال:

  ما باليت بكذا بالة، أي: ما اكترثت به. قال: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وأَصْلَحَ بالَهُمْ}⁣[محمد: ٢]، وقال: {فَما بالُ الْقُرُونِ الأُولى}⁣[طه: ٥١]،


(١) لم أجده.

(٢) هو جمع بيوض.

(٣) الحديث متفق على صحته، وقد أخرجه البخاري في باب البيوع ٤/ ٤١٣، ومسلم أيضا فيه برقم (١٤١٢)، والموطأ ٢/ ٦٨٣، وهو بلفظ: «لا يبع بعضكم على بيع بعض».

(٤) هذا عجز بيت، وشطره:

نقفو الجياد من البيوت فمن يبع

وهو للأجدع الهمداني، في شقراء همدان وأخبارها ص ٢٢٨، والاختيارين ص ٤٦٩، والأصمعيات ص ٦٩، والمشوف المعلم ١/ ١٢٣، واللسان (بيع)، والمجمل ١/ ١٤٠، وشمس العلوم ١/ ٢٠٦.