مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عد

صفحة 550 - الجزء 1

  الحروف الموصولة⁣(⁣١). وباب مُعْجَمٌ: مُبْهَمٌ، والعَجَمُ: النّوى، الواحدة: عَجَمَةٌ، إمّا لاستتارها في ثَنْيِ ما فيه، وإمّا بما أخفي من أجزائه بضغط المضغ، أو لأنّه أدخل في الفم في حال ما عضّ عليه فأخفي، والعَجْمُ: العَضُّ عليه، وفلانٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، أي: شديدٌ عند المختبر.

عد

  العَدَدُ: آحاد مركَّبة، وقيل: تركيب الآحاد، وهما واحد. قال تعالى: {عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسابَ}⁣[يونس: ٥]، وقوله تعالى: {فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً}⁣[الكهف: ١١]، فَذِكْرُه للعَدَدِ تنبيه على كثرتها.

  والعَدُّ ضمُّ الأَعْدَادِ بعضها إلى بعض. قال تعالى: {لَقَدْ أَحْصاهُمْ وعَدَّهُمْ عَدًّا}⁣[مريم: ٩٤]، {فَسْئَلِ الْعادِّينَ}⁣[المؤمنون: ١١٣]، أي: أصحاب العَدَدِ والحساب. وقال تعالى: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ}⁣[المؤمنون: ١١٢]، {وإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}⁣[الحج: ٤٧]، ويتجوّز بِالعَدِّ على أوجه، يقال: شيءٌ مَعْدُودٌ ومحصور، للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرة، نحو المشار إليه بقوله: {بِغَيْرِ حِسابٍ}⁣[البقرة: ٢١٢]، وعلى ذلك: {إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً}⁣[البقرة: ٨٠]، أي: قليلة، لأنّهم قالوا: نعذّب الأيّام التي فيها عبدنا العجل، ويقال على الضّدّ من ذلك، نحو: جيشٌ عَدِيدٌ: كثيرٌ، وإنهم لذو عَدَدٍ، أي: هم بحيث يجب أن يُعَدُّوا كثرةً، فيقال في القليل: هو شيء غير مَعْدُودٍ، وقوله: {فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً}⁣[الكهف: ١١]، يحتمل الأمرين، ومنه قولهم: هذا غير مُعْتَدٍّ به، وله عُدَّةٌ، أي: شيء كثير يُعَدُّ من مال وسلاح وغيرهما، قال: {لأَعَدُّوا لَه عُدَّةً}⁣[التوبة: ٤٦]، وماءٌ عِدٌّ⁣(⁣٢)، والعِدَّةُ: هي الشيء المَعْدُودُ. قال تعالى: {وما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ}⁣[المدثر: ٣١]، أي: عَدَدَهُمْ، وقوله: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}⁣[البقرة: ١٨٤]، أي: عليه أيّام بِعَدَدِ ما فاته من زمان آخر غير زمان شهر رمضان، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ}⁣[التوبة: ٣٦]، والعِدَّةُ:

  عِدَّةُ المرأةِ: وهي الأيّام التي بانقضائها يحلّ لها التّزوّج. قال تعالى: {فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها}⁣[الأحزاب: ٤٩]، {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وأَحْصُوا الْعِدَّةَ}⁣[الطلاق: ١]، والإِعْدادُ مِنَ العَدِّ كالإسقاء من السَّقْيِ، فإذا قيل: أَعْدَدْتُ هذا لك، أي: جعلته بحيث تَعُدُّه وتتناوله بحسب حاجتك إليه. قال تعالى:


(١) انظر: المجمل ٣/ ٦٥٠.

(٢) العدّ: الماء الذي لا ينقطع، كماء العين والبئر. انظر: المجمل ٣/ ٦١٢.