يسر
  {عَنْ يَدٍ} في الإعراب. حال(١). وقيل: بل اعتراف بأنّ أَيْدِيَكُمْ فوق أَيْدِيهِمْ. أي: يلتزمون الذّلّ.
  وخذ كذا أثر ذي يَدَيْنِ(٢)، ويقال: فلانٌ يَدُ فلانٍ أي: وَلِيُّه وناصرُه، ويقال لأولياء اللَّه: هم أَيْدِي اللَّه، وعلى هذا الوجه قال ø: {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح: ١٠]، فإذا يَدُه عليه الصلاة والسلام يَدُ اللَّه، وإذا كان يَدُه فوق أيديهم فيَدُ اللَّه فوق أيديهم، ويؤيّد ذلك ما روي: «لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الَّذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويَدَه الَّتي يبطش بها»(٣) وقوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا}[يس: ٧١]، وقوله: {لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥]، فعبارة عن تولَّيه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له ø. وخصّ لفظ اليَدِ ليتصوّر لنا المعنى، إذ هو أجلّ الجوارح التي يتولَّى بها الفعل فيما بيننا ليتصوّر لنا اختصاص المعنى لا لنتصوّر منه تشبيها، وقيل معناه: بنعمتي التي رشّحتها لهم، والباء فيه ليس كالباء في قولهم: قطعته بالسكَّين، بل هو كقولهم: خرج بسيفه. أي: معه سيفه، معناه:
  خلقته ومعه نعمتاي الدّنيويّة والأخرويّة اللَّتان إذا رعاهما بلغ بهما السّعادة الكبرى. وقوله: {يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح: ١٠]، أي: نصرته ونعمته وقوّته، ويقال: رجل يَدِيٌّ، وامرأةٌ يَدِيَّةٌ.
  أي: صناع، وأما قوله تعالى: {ولَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ}[الأعراف: ١٤٩]، أي: ندموا، يقال:
  سقط في يَدِه وأسقط: عبارة عن المتحسّر، أي:
  عمّن يقلَّب كفّيه كما قال ø: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْه عَلى ما أَنْفَقَ فِيها}[الكهف: ٤٢]، وقوله: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ}[إبراهيم: ٩]، أي: كفّوا عمّا أمروا بقبوله من الحقّ، يقال: ردّ يَدَه في فمه. أي: أمسك ولم يجب(٤)، وقيل: ردّوا أَيْدِيَ الأنبياءِ في أفواههم.
  أي: قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا، وقيل: ردّوا نعم اللَّه بأفواههم بتكذيبهم.
يسر
  اليُسْرُ: ضدّ العسر. قال تعالى: {يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥]، {سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}[الطلاق: ٧]، {وسَنَقُولُ لَه مِنْ أَمْرِنا يُسْراً}[الكهف: ٨٨]، {فَالْجارِياتِ يُسْراً}[الذاريات: ٣] وتَيَسَّرَ كذا واسْتَيْسَرَ أي:
(١) انظر: البصائر ٥/ ٣٨٣.
(٢) يقال: افعل هذا أثر ذات يدين، وذي يدين. اللسان (أثر).
(٣) الحديث تقدم في مادة (قرب).
(٤) مجاز القرآن ١/ ٣٣٦.