عنا
  {مَسْحاً بِالسُّوقِ والأَعْناقِ}[ص: ٣٣]، {إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ}[غافر: ٧١]، وقوله تعالى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْناقِ}[الأنفال: ١٢]، أي: رؤوسهم. ومنه: رجل أَعْنَقُ: طويل العُنُقِ، وامرأة عَنْقَاءُ، وكلب أَعْنَقُ:
  في عنقه بياض، وأَعْنَقْتُه كذا: جعلته في عنقه، ومنه استعير: اعْتَنَقَ الأمرَ، وقيل لأشراف القوم:
  أَعْنَاقٌ. وعلى هذا قوله: {فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ}[الشعراء: ٤]. وتَعَنَّقَ الأرنب: رفع عنقه، والعَنَاقُ: الأنثى من المعز، وعَنْقَاءُ مغربٍ، قيل: هو طائر متوهّم لا وجود له في العالم(١).
عنا
  {وعَنَتِ الْوُجُوه لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}[طه: ١١١]، أي: خضعت مستأسرة بعناء، يقال:
  عَنَيْتُه بكذا، أي: أنصبته، وعَنِيَ: نصب واستأسر، ومنه العَانِي للأسير، وقال عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنّساء خيرا فإنّهنّ عندكم عَوَانٍ»(٢) وعُنِيَ بحاجته فهو مَعْنِيٌّ بها، وقيل: عُنِيَ فهو عَانٍ، وقرئ: لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يُعْنِيه(٣) والعَنِيَّةُ: شيء يطلى به البعير الأجرب وفي الأمثال: عَنِيَّةٌ تشفي الجرب(٤). والمَعْنَى: إظهار ما تضمّنه اللَّفظ، من قولهم: عَنَتِ الأرض بالنّبات: أنبتته حسنا، وعَنَتِ القربة: أظهرت ماءها، ومنه: عِنْوَانُ الكتابِ في قول من يجعله من: عُنِيَ(٥).
  والمَعْنَى يقارن التّفسير وإن كان بينهما فرق(٦).
عهد
  العَهْدُ: حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال، وسمّي الموثق الذي يلزم مراعاته عَهْداً.
  قال: {وأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا}[الإسراء: ٣٤]، أي: أوفوا بحفظ الأيمان، قال: {لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[البقرة: ١٢٤]، أي: لا أجعل عهدي لمن كان ظالما، قال: {ومَنْ أَوْفى بِعَهْدِه مِنَ الله}[التوبة: ١١١]. وعَهِدَ فلان إلى فلان يَعْهَدُ(٧)، أي: ألقى إليه العهد وأوصاه بحفظه، قال: {ولَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ}[طه: ١١٥]، {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ}[يس: ٦٠]، {الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله عَهِدَ إِلَيْنا}[آل عمران: ١٨٣]،
(١) راجع: حياة الحيوان ٢/ ٨٦.
(٢) شطر حديث أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب: حق المرأة على الزوج برقم (١٨٥١)، انظر: سنن ابن ماجة ١/ ٥٩٤.
(٣) سورة عبس آية ٣٧، وهي قراءة شاذة، ومعناها: يأسره ويذله.
(٤) المثل يضرب للرجل يستشفى برأيه وعقله. انظر: مجمع الأمثال ١/ ١٨، والمجمل ٣/ ٦٣٠.
(٥) قال السرقسطي: وعنوت الكتاب عنوا، وعنيته عينا: كتبت عنوانه وعنيانه. انظر: الأفعال ١/ ٣١٥.
(٦) الفرق: أنّ التفسير هو الكشف والإيضاح، والمعنى يطلق على مدلول الألفاظ، وبه يقال اللفظ، وقد يراد به التقدير، كقوله تعالى: {وسْئَلِ الْقَرْيَةَ} والمعنى: أهل القرية. انظر عمدة الحفاظ: عنا.
(٧) انظر: الأفعال ١/ ٣٠٦.