مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سكب

صفحة 416 - الجزء 1

  بُطُونِها}⁣[المؤمنون: ٢١]، بالفتح والضم⁣(⁣١)، ويقال للنّصيب من السّقي: سقي، وللأرض الَّتي تسقى سقي، لكونهما مفعولين كالنّقض، والاسْتِسْقاءُ: طلب السّقي، أو الإسقاء، قال تعالى: {وإِذِ اسْتَسْقى مُوسى}⁣[البقرة: ٦٠]، والسِّقَاءُ: ما يجعل فيه ما يسقى، وأسقيتك جلدا: أعطيتكه لتجعله سقاء، وقوله تعالى: {جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيه}⁣[يوسف: ٧٠]، فهو المسمّى صواع الملك، فتسميته السِّقَايَةَ تنبيها أنه يسقى به، وتسميته صواعا أنه يكال به.

سكب

  قال ø: {وماءٍ مَسْكُوبٍ}⁣[الواقعة: ٣١]، أي: مصبوب، وفرس سَكْبُ الجري، وسَكَبْتُه فَانْسَكَبَ، ودمع سَاكِبٌ، متصوّر بصورة الفاعل، وقد يقال: مُنْسَكِبٌ، وثوب سَكْبٌ، تشبيها بالمنصبّ لدقّته ورقّته كأنّه ماء مسكوب.

سكت

  السُّكُوتُ مختصّ بترك الكلام، ورجل سِكِّيتٌ، وسَاكُوتٌ: كثير السّكوت، والسَّكْتَةُ والسُّكَاتُ: ما يعتري من مرض، والسَّكْتُ يختصّ بسكون النّفس في الغناء، والسَّكتَاتُ في الصلاة: السّكوت في حال الافتتاح، وبعد الفراغ، والسُّكَيْتُ: الذي يجيء آخر الحلبة، ولمّا كان السّكوت ضربا من السّكون استعير له في قوله: {ولَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ}⁣[الأعراف: ١٥٤].

سكر

  السُّكْرُ: حالة تعرض بيت المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشّراب، وقد يعتري من الغضب والعشق، ولذلك قال الشاعر:

  ٢٣٧ - سكران: سكر هوى، وسكر مدامة⁣(⁣٢)

  ومنه: سَكَرَاتُ الموت، قال تعالى: {وجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ}⁣[ق: ١٩]، والسَّكَرُ:

  اسم لما يكون منه السّكر. قال تعالى: {تَتَّخِذُونَ مِنْه سَكَراً ورِزْقاً حَسَناً}⁣[النحل: ٦٧]، والسَّكْرُ: حبس الماء، وذلك باعتبار ما يعرض من السّدّ بين المرء وعقله، والسِّكْرُ: الموضع المسدود، وقوله تعالى: {إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا}⁣[الحجر: ١٥]، قيل: هو من السَّكْرِ، وقيل: هو من السُّكْرِ، وليلة سَاكِرَةٌ، أي: ساكنة اعتبارا


(١) قرأ نسقيكم بفتح النون نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب، وقرأ أبو جعفر تسقيكم بالتاء المفتوحة، والباقون بالنون المضمومة. الإتحاف ٣١٨.

(٢) هذا شطر بيت، وعجزه:

أنّى يفيق فتى به سكران

وهو في البصائر ٣/ ٢٣٣، والدر المصون ٣/ ٦٨٩، وعمدة الحفاظ: سكر، وتاج العروس: سكر، دون نسبة في الجميع، وهو للخليع الدمشقي من أبيات له في يتيمة الدهر ١/ ٣٣٣.

وانظر الإكسير في صناعة التفسير ص ٣٢٨.