مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رأى

صفحة 373 - الجزء 1

  القدس نفث في رُوعِي «(⁣١)، والرَّوْعُ: إصابة الرُّوع، واستعمل فيما ألقي فيه من الفزع، قال: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ}⁣[هود: ٧٤]، يقال: رُعْتُه ورَوَّعْتُه، ورِيعَ فلان، وناقة رَوْعَاءُ:

  فزعة. والأَرْوَعُ: الذي يروع بحسنه، كأنه يفزع، كما قال الشاعر:

  ٢٠٥ - يهولك أن تلقاه صدرا لمحفل⁣(⁣٢)

روغ

  الرَّوْغُ: الميل على سبيل الاحتيال، ومنه: رَاغَ الثّعلب يَرُوغُ رَوَغَاناً، وطريق رَائِغٌ: إذا لم يكن مستقيما، كأنه يُرَاوِغُ، ورَاوَغَ فلان فلانا، ورَاغَ فلان إلى فلان: مال نحوه لأمر يريده منه بالاحتيال قال: {فَراغَ إِلى أَهْلِه}⁣[الذاريات: ٢٦]، {فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ}⁣[الصافات: ٩٣]، أي: مال، وحقيقته: طلب بضرب من الرَّوَغَانِ، ونبّه بقوله: (على) على معنى الاستيلاء.

رأف

  الرَّأْفَةُ: الرّحمة، وقد رَؤُفَ فهو رَئِفٌ⁣(⁣٣) ورُؤُوفٌ، نحو يقظ، وحذر، قال تعالى: {لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ الله}⁣[النور: ٢].

روم

  {ألم غُلِبَتِ الرُّومُ}⁣[الروم: ١ - ٢]، يقال مرّة للجيل المعروف، وتارة لجمع رُومِيٍّ كالعجم.

رين

  الرَّيْنُ: صدأ يعلو الشيء الجليّ، قال: {بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ}⁣[المطففين: ١٤]، أي:

  صار ذلك كصدإ على جلاء قلوبهم، فعمي عليهم معرفة الخير من الشرّ، قال الشاعر:

  ٢٠٦ - قد رَانَ النّعاس بهم⁣(⁣٤)

  وقد رِينَ على قلبه.

رأى

  رَأَى:(⁣٥) عينه همزة، ولامه ياء، لقولهم:

  رُؤْيَةٌ، وقد قلبه الشاعر فقال:


(١) الحديث عن عبد اللَّه بن مسعود عن النبيّ قال: «إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، ألا فاتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب» أخرجه الشهاب القضاعي في مسنده ٢/ ١٨٥.

(٢) وهو شطر بيت لأبي تمام وعجزه:

ونحرا لأعداء وقلبا لموكب

وهو في شرح ديوانه ص ٣١، وديوانه المعاني ١/ ٧٠.

(٣) انظر: الأفعال ٣/ ٩٧.

(٤) البيت بتمامه:

أوردته القوم قد ران النعاس بهم ... فقلت إذ نهلوا من جمّه: قيلوا

وهو لعبدة بن الطبيب في مفضليته، والبيت في أمالي القالي ١/ ٢٧٣، والمفضليات ص ١٤١، والاختيارين: ٩٣.

(٥) وقد أخذ المصنف جلّ هذا الباب من المسائل الحلبيات للفارسي ولخصه، انظر: المسائل الحلبيات ص ٤٢ - ٩٠.