مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حمل

صفحة 257 - الجزء 1

  والأسود)⁣(⁣١) للعجم والعرب اعتبارا بغالب ألوانهم، وربما قيل: حمراء العجان⁣(⁣٢)، والأحمران: اللحم والخمر⁣(⁣٣)، اعتبارا بلونيهما، والموت الأحمر أصله فيما يراق فيه الدم، وسنة حَمْرَاء: جدبة، للحمرة العارضة في الجوّ منها، وكذلك حَمَّارَة⁣(⁣٤) القيظ: لشدّة حرّها، وقيل:

  وِطَاءَة حَمْرَاء: إذا كانت جديدة، ووطاءة دهماء:

  دارسة.

حمل

  الحَمْل معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوّي بين لفظه في فعل، وفرّق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشئ المحمول على الظَّهر: حِمْل.

  وفي الأثقال المحمولة في الباطن: حَمْل، كالولد في البطن، والماء في السحاب، والثّمرة في الشجرة تشبيها بحمل المرأة، قال تعالى: {وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْه شَيْءٌ}⁣[فاطر: ١٨]، يقال: حَمَلْتُ الثّقل والرّسالة والوزر حَمْلًا، قال اللَّه تعالى: {ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ}⁣[العنكبوت: ١٣]، وقال تعالى: {وما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ}⁣[العنكبوت: ١٢]، وقال تعالى: {ولا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْه}⁣[التوبة: ٩٢]، وقال ø: {لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ}⁣[النحل: ٢٥]، وقوله ø: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ}⁣[الجمعة: ٥]، أي: كلَّفوا أن يتحمّلوها، أي: يقوموا بحقها، فلم يحملوها، ويقال: حَمَّلْتُه كذا فَتَحَمَّلَه، وحَمَّلْتُ عليه كذا فَتَحَمَّلَه، واحْتَمَلَه وحَمَلَه، وقال تعالى: {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً}⁣[الرعد: ١٧]، {حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ}⁣[الحاقة: ١١]، وقوله: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْه ما حُمِّلَ وعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ}⁣[النور: ٥٤]، وقال تعالى: {رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَه عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِه}⁣[البقرة: ٢٨٦]، وقال ø: {وحَمَلْناه عَلى ذاتِ أَلْواحٍ ودُسُرٍ}⁣[القمر: ١٣]، {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّه كانَ عَبْداً شَكُوراً}⁣[الإسراء: ٣]، {وحُمِلَتِ الأَرْضُ والْجِبالُ}⁣[الحاقة: ١٤].


(١) الحديث: «بعثت إلى الأحمر والأسود». أخرجه مسلم في المساجد ٢/ ٦٣، والدارمي في مسنده في السير ٢٧.

(٢) ومنه قول عليّ لرجل من الموالي: اسكت يا ابن حمراء العجان، أي: يا ابن الأمة، والعجان: ما بين القبل والدّبر، وهي كلمة تقولها العرب في السبّ والذم انظر: اللسان (حمر).

(٣) يقال: أهلك الرجال الأحمران، أي: اللحم والخمر، وأهلك النساء الأحمران، أي: الذهب والفضة.

(٤) يقال: حمارّة القيظ، وحمارته، بالتشديد والتخفيف، وحمرّة الصيف. راجع اللسان: حمر.