مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رجم

صفحة 345 - الجزء 1

  بالرِّجْل، ورَاجِلٌ بيّن الرُّجْلَةِ⁣(⁣١)، فجمع الرَّاجِلُ رَجَّالَةٌ ورَجْلٌ، نحو: ركب، ورِجَالٌ نحو: ركاب لجمع الرّاكب. ويقال: رَجُلٌ رَاجِلٌ، أي: قويّ على المشي، جمعه رِجَالٌ، نحو قوله تعالى: {فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً}⁣[البقرة: ٢٣٩]، وكذا رَجِيٌل ورَجْلَةٌ⁣(⁣٢)، وحرّة رَجْلَاءُ: ضابطة للأرجل بصعوبتها، والأَرْجُلُ: الأبيض الرِّجل من الفرس، والعظيم الرّجل، ورَجَلْتُ الشاةَ:

  علَّقتها بالرّجل، واستعير الرِّجْلَ للقطعة من الجراد، ولزمان الإنسان، يقال: كان ذلك على رِجْلِ فلان، كقولك: على رأس فلان، ولمسيل الماء⁣(⁣٣)، الواحدة رِجْلَةٌ وتسميته بذلك كتسميته بالمذانب⁣(⁣٤). والرِّجْلَةُ: البقلة الحمقاء، لكونها نابتة في موضع القدم. وارْتَجَلَ الكلام: أورده قائما من غير تدبّر، وارْتَجَلَ الفرس في عدوه⁣(⁣٥)، وتَرَجَّلَ الرّجل: نزل عن دابّته، وتَرَجَّلَ في البئر تشبيها بذلك، وتَرَجَّلَ النهار: انحطَّت الشمس عن الحيطان، كأنها تَرَجَّلَتْ، ورَجَّلَ شعره، كأنّه أنزله إلى حيث الرّجل، والْمِرْجَلُ: القدر المنصوبة، وأَرْجَلْتُ الفصيل: أرسلته مع أمّه، كأنما جعلت له بذلك رِجْلًا.

رجم

  الرِّجَامُ: الحجارة، والرَّجْمُ: الرّمي بالرِّجَامِ.

  يقال: رُجِمَ فهو مَرْجُومٌ، قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَه يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}⁣[الشعراء: ١١٦]، أي: المقتولين أقبح قتلة، وقال: {ولَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ}⁣[هود: ٩١]، {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ}⁣[الكهف: ٢٠]، ويستعار الرّجم للرّمي بالظَّنّ، والتّوهّم، وللشّتم والطَّرد، نحو قوله تعالى: {رَجْماً} بِالْغَيْبِ⁣(⁣٦)، قال الشاعر:

  ١٨١ - وما هو عنها بالحديث المرجّم⁣(⁣٧)

  وقوله تعالى: {لأَرْجُمَنَّكَ واهْجُرْنِي مَلِيًّا}⁣[مريم: ٤٦]، أي: لأقولنّ فيك ما تكره⁣(⁣٨)،


(١) انظر: المجمل ٢/ ٤٢٢.

(٢) يقال: هو راجل ورجل، ورجل، ورجيل، ورجل، ورجلان، والجمع: رجال ورجّالة، ورَجْلة، ورَجِلَة. انظر:

اللسان (رجل).

(٣) قال ابن منظور: والرّجلة: مسيل الماء من الحرّة إلى السهل، وجمعها: الرّجل.

(٤) في اللسان: المذنب: مسيل الماء إلى الأرض، وجمعها: مذانب. اللسان: (ذنب).

(٥) ارتجل الفرس: إذا خلط العنق بالهملجة.

(٦) سورة الكهف: آية ٢٢، قال قتادة: قذفا بالظنّ.

(٧) هذا عجز بيت، وشطره:

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم

وهو لزهير بن أبي سلمى، في ديوانه ص ٨١، وشرح المعلقات ١/ ١١٢.

والمرجّم هاهنا: الذي ليس بمستيقن.

(٨) انظر غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ٢٩٠.