مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

جفن

صفحة 197 - الجزء 1

  ٩٣ - فقد جعلت قلوص بني سهيل ... من الأكوار مرتعها قريب⁣(⁣١)

  والثاني: يجري مجرى أوجد، فيتعدّى إلى مفعول واحد نحو قوله ø: {وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ}⁣[الأنعام: ١]، {وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبْصارَ والأَفْئِدَةَ}⁣[النحل: ٧٨].

  والثالث: في إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، نحو: {والله جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً}⁣[النحل: ٧٢]، {وجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً}⁣[النحل: ٨١]، {وجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا}⁣[الزخرف: ١٠].

  والرابع: في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِراشاً}⁣[البقرة: ٢٢]، وقوله: {جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا}⁣[النحل: ٨١]، {وجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً}⁣[نوح: ١٦]، وقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْناه قُرْآناً عَرَبِيًّا}⁣[الزخرف: ٣].

  والخامس: الحكم بالشيء على الشيء، حقا كان أو باطلا، فأمّا الحقّ فنحو قوله تعالى: {إِنَّا رَادُّوه إِلَيْكِ وجاعِلُوه مِنَ الْمُرْسَلِينَ}⁣[القصص: ٧]، وأمّا الباطل فنحو قوله ø: {وجَعَلُوا لِلَّه مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ والأَنْعامِ نَصِيباً}⁣[الأنعام: ١٣٦]، {ويَجْعَلُونَ لِلَّه الْبَناتِ}⁣[النحل: ٥٧]، {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}⁣[الحجر: ٩١].

  والجِعَالَة الجُعَالَة: خرقة ينزّل بها القدر، والجُعْل والجَعَالَة والجَعِيلَة: ما يجعل للإنسان بفعله فهو أعمّ من الأجرة والثواب، وكلب مُجْعِل، كناية عن طلب السفاد، والجُعَل: دويبة.

جفن

  الجَفْنَة خصت بوعاء الأطعمة، وجمعها جِفَان، قال ø: {وجِفانٍ كَالْجَوابِ}⁣[سبأ: ١٣]، وفي حديث «وأنت الجفنة الغرّاء»⁣(⁣٢) أي: المطعام، وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها، والجِفْن خصّ بوعاء السيف والعين، وجمعه أجفان، وسمي الكرم جفنا تصوّرا أنّه وعاء العنب.

جفأ

  قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً}⁣[الرعد: ١٧]، وهو ما يرمي به الوادي أو القدر من الغثاء إلى جوانبه. يقال: أَجْفَأَتِ القدر زبدها: ألقته، إِجْفَاء، وأَجْفَأَتِ الأرض: صارت


(١) البيت لرجل من بحتر بن عتود، وهو في الخزانة ٩/ ٣٥٢، ومغني اللبيب ص ٣١٠، وشفاء العليل بشرح التسهيل ١/ ٣٤٥، والأشموني ١/ ٢٥٩.

(٢) الحديث، عن عبد اللَّه بن الشخير أنّه وفد إلى النبي في رهط بني عامر، قال: فأتيناه فسلَّمنا عليه فقلنا: أنت ولينا وأنت سيدنا، وأنت أطول علينا طولا، وأنت أفضلنا علينا فضلا، وأنت الجفنة الغرّاء، فقال: «قولوا قولكم ولا يستجرنّكم الشيطان». أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٥٠.