مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

شكا

صفحة 463 - الجزء 1

  حسبما بيّنت في الذّريعة إلى مكارم الشّريعة⁣(⁣١)، وهذا كما قال : «كلّ ميسّر لما خلق له»⁣(⁣٢).

  والأَشْكِلَةُ: الحاجة التي تقيّد الإنسان، والإِشْكَالُ في الأمر استعارة، كالاشتباه من الشّبه.

شكا

  الشَّكْوُ والشِّكَايَةُ والشَّكَاةُ والشَّكْوَى: إظهار البثّ، يقال: شَكَوْتُ واشْتَكَيْتُ⁣(⁣٣)، قال تعالى: {إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وحُزْنِي إِلَى الله}⁣[يوسف: ٨٦]، وقال: {وتَشْتَكِي إِلَى الله}⁣[المجادلة: ١]، وأَشْكَاه أي: يجعل له شكوى، نحو:

  أمرضه، ويقال: أَشْكَاه أي: أزال شكايته، وروي: «شكونا إلى رسول اللَّه حرّ الرّمضاء في جباهنا وأكفّنا فلم يشكنا»⁣(⁣٤). وأصل الشَّكْوِ فتح الشَّكْوَةِ وإظهار ما فيه، وهي: سقاء صغير يجعل فيه الماء، وكأنه في الأصل استعارة، كقولهم: بثثت له ما في وعائي، ونفضت ما في جرابي⁣(⁣٥): إذا أظهرت ما في قلبك. والمِشْكَاةُ:

  كوّة غير نافذة. قال تعالى: {كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ}⁣[النور: ٣٥]، وذلك مثل القلب، والمصباح مثل نور اللَّه فيه.

شمت

  الشَّمَاتَةُ: الفرح ببليّة من تعاديه ويعاديك، يقال: شَمِتَ به فهو شَامِتٌ، وأَشْمَتَ اللَّه به العدوّ، قال ø: {فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْداءَ}⁣[الأعراف: ١٥٠]، والتَّشْمِيتُ:

  الدّعاء للعاطس، كأنه إزالة الشّماتة عنه بالدّعاء له، فهو كالتّمريض في إزالة المرض، وقول الشاعر:

  ٢٧٢ - ... . فبات له ... طوع الشَّوَامِتُ⁣(⁣٦)

  ... .


(١) وفي ذلك قال المؤلف: وأمّا حدوث السجية إلى خلاف ما خلقت له فمحال، فالسجية فعل الخالق ø، والعادة فعل المخلوق، ولا يبطل فعل المخلوق فعل الخالق. انظر: الذريعة ص ٣٩ باب الفرق بين الطبع والسجية.

(٢) الحديث عن عمران بن حصين قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم، قال: فلم يعمل العاملون؟ قال: «كلّ يعمل لما خلق له، أو لما ييسر له». أخرجه البخاري في كتاب القدر ١١/ ٤٩١.

(٣) انظر: اللسان (شكا).

(٤) الحديث عن خبّاب قال: شكونا إلى رسول اللَّه حرّ الرمضاء في جباهنا وأكفّنا فلم يشكنا. أخرجه مسلم في المساجد برقم ٦١٩، وانظر: شرح السنة ٢/ ٢٠١.

(٥) انظر: البصائر ٣/ ٣٤١. ومثله يقال: أبديت لك عجري وبجري، وكشفت لك عن خمري وستري، وصرحت لك عن سري ومضمري. راجع: جواهر الألفاظ ص ٢٤.

(٦) البيت:

فارتاع من صوت كلاب فبات له ... طوع الشوامت من خوف ومن صرد

وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣٢، وأساس البلاغة ص ٢٤١، والبصائر ٣/ ٣٤٤.