عند
  {وَدُّوا ما عَنِتُّمْ}[آل عمران: ١١٨]، {عَزِيزٌ عَلَيْه ما عَنِتُّمْ}[التوبة: ١٢٨]، {وعَنَتِ الْوُجُوه لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}(١) أي: ذلَّت وخضعت، ويقال: أَعْنَتَه غيرُه. {ولَوْ شاءَ الله لأَعْنَتَكُمْ}[البقرة: ٢٢٠]، ويقال للعظم المجبور إذا أصابه ألم فهاضه: قد أَعْنَتَه.
عند
  عند: لفظ موضوع للقرب، فتارة يستعمل في المكان، وتارة في الاعتقاد، نحو أن يقال: عِنْدِي كذا، وتارة في الزّلفى والمنزلة، وعلى ذلك قوله: {بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[آل عمران: ١٦٩]، {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ}[الأعراف: ٢٠٦]، {فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَه بِاللَّيْلِ والنَّهارِ}[فصلت: ٣٨]، {قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ}[التحريم: ١١]، وعلى هذا النّحو قيل: الملائكة المقرّبون عِنْدَ اللَّه، قال: {وما عِنْدَ الله خَيْرٌ وأَبْقى}[الشورى: ٣٦]، وقوله: {وعِنْدَه عِلْمُ السَّاعَةِ}[الزخرف: ٨٥]، {ومَنْ عِنْدَه عِلْمُ الْكِتابِ}[الرعد: ٤٣]، أي: في حكمه، وقوله: {فَأُولئِكَ عِنْدَ الله هُمُ الْكاذِبُونَ}[النور: ١٣]، {وتَحْسَبُونَه هَيِّناً وهُوَ عِنْدَ الله عَظِيمٌ}[النور: ١٥]، وقوله تعالى: {إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ}[الأنفال: ٣٢]، فمعناه في حكمه، والعَنِيدُ: المعجب بما عنده، والمُعَانِدُ: المباهي بما عنده. قال: {كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ}[ق: ٢٤]، {إِنَّه كانَ لِآياتِنا عَنِيداً}[المدثر: ١٦]، والْعَنُودُ قيل مثله، قال: لكن بينهما فرق، لأنّ العَنِيدَ الذي يُعَانِدُ ويخالف، والْعَنُودُ الذي يَعْنُدُ عن القصد، قال: ويقال: بعير عَنُودٌ ولا يقال عَنِيدٌ. وأما العُنَّدُ فجمعُ عَانِدٍ، وجمع الْعَنُودِ: عَنَدَةٌ، وجمعُ الْعَنِيدِ: عِنَدٌ. وقال بعضهم: العُنُودُ: هو العدول عن الطريق(٢) لكن العَنُودُ خصّ بالعادل عن الطريق المحسوس، والعَنِيدُ بالعادل عن الطريق في الحكم، وعَنَدَ عن الطريق: عدل عنه، وقيل: عَانَدَ لَازَمَ، وعَانَدَ: فارَقَ، وكلاهما من عَنَدَ لكن باعتبارين مختلفين كقولهم: البين(٣)، في الوصل والهجر باعتبارين مختلفين.
عنق
  العُنُقُ: الجارحة، وجمعه أَعْنَاقٌ. قال تعالى: {وكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناه طائِرَه فِي عُنُقِه}[الإسراء: ١٣]،
(١) سورة طه: آية ١١١، وهذه الآية ليست من هذا الباب، إذا أصله من: عنيته، أي: حبسته، ومنه قيل للأسير: عان.
ويقال: عنا يعنو: إذا خضع. انظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٢٨٢، والمجمل ٣/ ٦٣٠.
(٢) انظر: الجمهرة ٢/ ٢٨٣، والمجمل ٣/ ٦٣١.
(٣) قال ابن الأنباري: يكون البين الفراق، ويكون البين الوصال، فإذا كان الفراق فهو مصدر بان يبين بينا: إذا ذهب.
انظر: الأضداد ص ٧٥.