مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ذم

صفحة 331 - الجزء 1

  أي: منقادة غير متصعّبة، قال تعالى: {وذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا}⁣[الإنسان: ١٤]، أي: سهّلت، وقيل: الأمور تجري على أذلالها⁣(⁣١)، أي: مسالكها وطرقها.

ذم

  يقال: ذَمَمْتُه أَذُمُّه ذَمّاً، فهو مَذْمُومٌ وذَمِيمٌ، قال تعالى: {مَذْمُوماً مَدْحُوراً}⁣[الإسراء: ١٨]، وقيل: ذَمَّتُّه أَذُمُّه على قلب إحدى الميمين تاء.

  والذِّمَام: ما يذّمّ الرّجل على إضاعته من عهد، وكذلك المَذَمَّةُ والمَذِمَّة. وقيل: لي مَذَمَّة فلا تهتكها، وأذهب مَذَمَّتَهُمْ بشيء، أي: أعطهم شيئا لما لهم من الذّمام. وأَذَمَّ بكذا: أضاع ذمامه، ورجل مُذِمٌّ: لا حراك⁣(⁣٢) به، وبئر ذَمَّةٌ:

  قليلة الماء، قال الشاعر:

  ١٧٠ - وترى الذّميم على مراسنهم ... يوم الهياج كمازن الجثل⁣(⁣٣)

  الذَّمِيم: شبه بثور صغار. يقال: أصله الذنة والذنين.

ذنب

  ذَنَبُ الدّابة وغيرها معروف، ويعبّر به عن المتأخّر والرّذل، يقال: هم أذناب القوم، وعنه استعير: مَذَانِبُ التّلاع، لمسائل مياهها.

  والمُذَنِّبُ⁣(⁣٤): ما أرطب من قبل ذنبه، والذَّنُوبُ:

  الفرس الطويل الذنب، والدّلو التي لها ذنب، واستعير للنّصيب، كما استعير له السّجل⁣(⁣٥). قال تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ}⁣[الذاريات: ٥٩]، والذَّنْبُ في الأصل: الأخذ بذنب الشيء، يقال: ذَنَبْتُه:

  أصبت ذنبه، ويستعمل في كلّ فعل يستوخم عقباه اعتبارا بذنب الشيء، ولهذا يسمّى الذَّنْبُ تبعة، اعتبارا لما يحصل من عاقبته، وجمع الذّنب ذُنُوب، قال تعالى: {فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ}⁣[آل عمران: ١١]، وقال: {فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِه}⁣[العنكبوت: ٤٠]، وقال: {ومَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا الله}⁣[آل عمران: ١٣٥]، إلى غير ذلك من الآي.

ذهب

  الذَّهَبُ معروف، وربما قيل ذَهَبَةٌ، ورجل ذَهِبٌ: رأى معدن الذّهب فدهش، وشئ


(١) انظر: البصائر ٣/ ١٨، والمجمل ٢/ ٣٥٤، والأساس ص ١٤٤.

(٢) انظر: المجمل ٢/ ٣٥٤، وأساس البلاغة ص ١٤٥.

(٣) البيت في اللسان (ذمم) بلا نسبة، وفيه في (جثل)، والاشتقاق ص ١٨١ بلا نسبة أيضا.

والبيت للحادرة الذبياني، في جمهرة اللغة ١/ ٨٠، وديوان الأدب ١/ ٣٦٢ دون نسبة، وشمس العلوم ١/ ٢٩٢.

والجثل: جمع جثلة، وهي النملة السوداء، والمازن: بيض النمل.

(٤) المذنّب من الرّطب: ما أرطب من قبل ذنبه، انظر: المجمل ٢/ ٣٦١، والأساس ص ١٤٦.

(٥) قال ابن بري: السّجل: اسم الدلو ملأى ماء، والذّنوب إنما يكون فيها مثل نصفها ماء. أ. هـ. ويستعار السّجل للنصيب. قال الزمخشري: وأعطاه سجله من كذا، أي: نصيبه، كما يقال: ذنوبه. انظر: الأساس ص ٢٠٣.