مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نشر

صفحة 805 - الجزء 1

  ٤٣٩ - أَمُونٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَسَأْتُهَا ... عَلَى لَاحِبٍ كَأَنَّه ظَهْرُ بُرْجُدٍ⁣(⁣١)

  والنَّسُوءُ: الحَلِيبُ إذا أُخِّرَ تَنَاوُلُه فَحَمِضَ فَمُدَّ بِمَاءٍ.

نشر

  النَّشْرُ، نَشَرَ الثوبَ، والصَّحِيفَةَ، والسَّحَابَ، والنِّعْمَةَ، والحَدِيثَ: بَسَطَهَا. قال تعالى: {وإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}⁣[التكوير: ١٠]، وقال: {وهو الَّذي يرسل الرّياح نُشْراً بين يدي رحمته}⁣[الأعراف: ٥٧](⁣٢)، {ويَنْشُرُ رَحْمَتَه}⁣[الشورى: ٢٨]، وقوله: {والنَّاشِراتِ نَشْراً}⁣[المرسلات: ٣] أي: الملائكة التي تَنْشُرُ الرياح، أو الرياح التي تنشر السَّحابَ، ويقال في جمع النَّاشِرِ:

  نُشُرٌ، وقرئ: {نَشْراً}⁣(⁣٣) فيكون كقوله:

  «والناشرات» ومنه: سمعت نَشْراً حَسَناً. أي:

  حَدِيثاً يُنْشَرُ مِنْ مَدْحٍ وغيره، ونَشِرَ المَيِّتُ نُشُوراً.

  قال تعالى: {وإِلَيْه النُّشُورُ}⁣[الملك: ١٥]، {بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً}⁣[الفرقان: ٤٠]، {ولا يَمْلِكُونَ مَوْتاً ولا حَياةً ولا نُشُوراً}⁣[الفرقان: ٣]، وأَنْشَرَ اللَّه المَيِّتَ فَنُشِرَ. قال تعالى: {ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَه}⁣[عبس: ٢٢]، {فَأَنْشَرْنا بِه بَلْدَةً مَيْتاً}⁣[الزخرف: ١١] وقيل:

  نَشَرَ اللَّه المَيِّتَ وأَنْشَرَه بمعنًى، والحقيقة أنّ نَشَرَ اللَّه الميِّت مستعارٌ من نَشْرِ الثَّوْبِ. كما قال الشاعر:

  ٤٤٠ - طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ ... كَذَاكَ خُطُوبُه طَيّاً ونَشْراً⁣(⁣٤)

  وقوله تعالى: {وجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً}⁣[الفرقان: ٤٧]، أي: جعل فيه الانتشارَ وابتغاء الرزقِ كما قال: {ومِنْ رَحْمَتِه جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ الآية}⁣[القصص: ٧٣]، وانْتِشَارُ الناس: تصرُّفهم في الحاجاتِ.

  قال تعالى: {ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ}⁣[الروم: ٢٠]، {فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا}⁣[الأحزاب: ٥٣]،


(١) البيت هكذا روايته في جميع المخطوطات، وهو لطرفة في ديوانه ص ٢٢، واللسان: أرن، وشرح المعلقات للنحاس ١/ ٦٠. والإران: خشب يحمل فيه الميت، والأمون: النشيطة، والبرجد: كساء فيه خطوط. أمّا في المطبوعة فالبيت هو:

وعنس كألوان الإران نسأتها ... إذا قيل للمشبوبتين هما هما

وهو في غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٥٥، واللسان: نسأ. [وهو للشماخ في ديوانه ص ٣١٣].

(٢) وهي قراءة ابن عامر الشامي.

(٣) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب. الإتحاف ص ٢٢٦.

(٤) البيت لدعبل الخزاعي، وقد تقدّم.

ونسبه الجاحظ لأبي العتاهية في البيان والتبيين ٣/ ٢٠٨، وهو في عمدة الحفاظ: نشر، والجليس الصالح ١/ ٣١٧، وأمالي الزجاجي: ص ٩٢.