مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سمع

صفحة 425 - الجزء 1

  البعير في سيره. قال: {وأَنْتُمْ سامِدُونَ}⁣[النجم: ٦١]، وقولهم: سَمَدَ رَأْسَه وسبد⁣(⁣١) أي: استأصل شعره.

سمر

  السُّمْرَةُ أحد الألوان المركَّبة بين البياض والسواد، والسَّمْرَاءُ كنّي بها عن الحنطة، والسَّمَارُ: اللَّبن الرّقيق المتغيّر اللَّون، والسَّمُرَةُ:

  شجرة تشبه أن تكون للونها سمّيت بذلك، والسَّمَرُ سواد اللَّيل، ومنه قيل: لا آتيك السَّمَرَ والقمر⁣(⁣٢)، وقيل للحديث بالليل: السَّمَرُ، وسَمَرَ فلان: إذا تحدّث ليلا، ومنه قيل: لا آتيك ما سَمَرَ ابنا سمير⁣(⁣٣)، وقوله تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِه سامِراً تَهْجُرُونَ}⁣[المؤمنون: ٦٧]، قيل معناه:

  سُمَّاراً، فوضع الواحد موضع الجمع، وقيل: بل السَّامِرُ: اللَّيل المظلم. يقال: سَامِرٌ وسُمَّارٌ وسَمَرَةُ وسَامِرُونَ، وسَمَرْتُ الشيءَ، وإبل مُسْمَرَةٌ: مهملة، والسَّامِرِيُّ: منسوب إلى رجل.

سمع

  السَّمْعُ: قوّة في الأذن به يدرك الأصوات، وفعله يقال له السَّمْعُ أيضا، وقد سمع سمعا.

  ويعبّر تارة بالسمّع عن الأذن نحو: {خَتَمَ الله عَلى قُلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِمْ}⁣[البقرة: ٧]، وتارة عن فعله كَالسَّمَاعِ نحو: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}⁣[الشعراء: ٢١٢]، وقال تعالى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ}⁣[ق: ٣٧]، وتارة عن الفهم، وتارة عن الطاعة، تقول: اسْمَعْ ما أقول لك، ولم تسمع ما قلت، وتعني لم تفهم، قال تعالى: {وإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا}⁣[الأنفال: ٣١]، وقوله: {سَمِعْنا وعَصَيْنا}⁣[النساء: ٤٦]، أي: فهمنا قولك ولم نأتمر لك، وكذلك قوله: {سَمِعْنا وأَطَعْنا}⁣[البقرة: ٢٨٥]، أي: فهمنا وارتسمنا.

  وقوله: {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وهُمْ لا يَسْمَعُونَ}⁣[الأنفال: ٢١]، يجوز أن يكون معناه: فهمنا وهم لا يفهمون، وأن يكون معناه:

  فهمنا وهم لا يعملون بموجبه، وإذا لم يعمل بموجبه فهو في حكم من لم يسمع. ثم قال تعالى: {ولَوْ عَلِمَ الله فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ ولَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا}⁣[الأنفال: ٢٣]، أي: أفهمهم بأن جعل لهم قوّة يفهمون بها، وقوله: {واسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ}⁣[النساء: ٤٦]، يقال على وجهين:

  أحدهما: دعاء على الإنسان بالصّمم.

  والثاني: دعاء له.

  فالأوّل نحو: أَسْمَعَكَ اللَّه، أي: جعلك اللَّه أصمّ.

  والثاني: أن يقال: أَسْمَعْتُ فلانا: إذا سببته، وذلك متعارف في السّبّ، وروي⁣(⁣٤) أنّ أهل الكتاب


(١) انظر: ديوان الأدب للفارابي ٢/ ٣٤٩.

(٢) المثل في المستقصى ٢/ ٢٤٣.

(٣) انظر: اللسان (سمر)، والمستقصى ٢/ ٢٤٩.

(٤) عن ابن زيد، كما أخرجه الطبري في تفسيره ٥/ ١١٨.