مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

لقى

صفحة 745 - الجزء 1

  وتَلَقَّمْتُه، ورجل تَلْقَامٌ: كثير اللُّقَمِ، واللَّقَمُ أصله الملتقم، ويقال لطرف الطريق: اللَّقَمُ.

لقى

  اللِّقَاءُ: مقابلة الشيء ومصادفته معا، وقد يعبّر به عن كلّ واحد منهما، يقال: لَقِيَه يَلْقَاه لِقَاءً ولُقِيّاً ولُقْيَةً، ويقال ذلك في الإدراك بالحسّ، وبالبصر، وبالبصيرة. قال: {لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْه}⁣[آل عمران: ١٤٣]، وقال: {لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً}⁣[الكهف: ٦٢]. ومُلَاقَاةُ اللَّه ø عبارة عن القيامة، وعن المصير إليه. قال تعالى: {واعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوه}⁣[البقرة: ٢٢٣] و {قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا الله}⁣[البقرة: ٢٤٩] واللِّقاءُ: الملاقاة. قال: {وقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا}⁣[يونس: ١٥]، {إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيه}⁣[الانشقاق: ٦]، {فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا}⁣[السجدة: ١٤] أي: نسيتم القيامة والبعث والنّشور، وقوله: {يَوْمَ التَّلاقِ}⁣[غافر: ١٥] أي: يوم القيامة، وتخصيصه بذلك لِالْتِقَاءِ من تقدّم ومن تأخّر، والْتِقَاءِ أهل السماء والأرض، وملاقاة كلّ أحد بعمله الذي قدّمه، ويقال: لَقِيَ فلان خيرا وشرّا.

  قال الشاعر:

  ٤١١ - فمن يَلْقَ خيرا يحمد الناس أمره⁣(⁣١)

  وقال آخر:

  ٤١٢ - تلقى السّماحة منه والنّدى خلقا⁣(⁣٢)

  ويقال: لَقِيتُه بكذا: إذا استقبلته به، قال تعالى: {ويُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وسَلاماً}⁣[الفرقان: ٧٥]، {ولَقَّاهُمْ نَضْرَةً وسُرُوراً}⁣[الإنسان: ١١]. وتَلَقَّاه كذا، أي: لقيه. قال: {وتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ}⁣[الأنبياء: ١٠٣]، وقال: {وإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ}⁣[النمل: ٦] والإِلْقَاءُ: طرح الشيء حيث تلقاه، أي: تراه، ثم صار في التّعارف اسما لكلّ طرح. قال: {فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}⁣[طه: ٨٧]،


(١) الشطر للمرقش الأصغر، وعجزه:

ومن يغو لا يعدم على الغي لائما

وهو في اللسان (غوى)، والمفضليات ص ٢٤٧.

وهو من قصيدته التي مطلعها:

ألا يا اسلمي لا صرم لي اليوم فاطما ... ولا أبدا ما دام وصلك دائما

(٢) هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وصدره:

إن تلق يوما على علَّاته هرما

وهو من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان وأباه، ومطلعها:

إنّ الخليط أجدّ البين فانفرقا ... وعلَّق القلب من أسماء ما علقا

وهو في ديوانه ص ٤١.