حيف
  تنبيها أنّ الصّبر التّامّ إنّما يقع بعد إحاطة العلم بالشيء، وذلك صعب إلَّا بفيض إلهيّ.
  وقوله ø: {وظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ}[يونس: ٢٢]، فذلك إحاطة بالقدرة، وكذلك قوله ø: {وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ الله بِها}[الفتح: ٢١]، وعلى ذلك قوله: {إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ}[هود: ٨٤].
حيف
  الحَيْفُ: الميل في الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين، قال اللَّه تعالى: {أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيْهِمْ ورَسُولُه بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[النور: ٥٠]، أي: يخافون أن يجور في حكمه. ويقال تَحَيَّفْتُ الشيء أخذته من جوانبه(١).
حاق
  قوله تعالى: {وحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِه يَسْتَهْزِؤُنَ}[هود: ٨]. قال ø: {ولا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}[فاطر: ٤٣]، أي: لا ينزل ولا يصيب، قيل: وأصله حقّ فقلب، نحو: زلّ وزال، وقد قرئ: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ}[البقرة: ٣٦]، وأزالهما(٢) وعلى هذا: ذمّه وذامه.
حول
  أصل الحَوْل تغيّر الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التّغيّر قيل: حَالَ الشيء يَحُولُ حُؤُولًا، واستحال: تهيّأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل: حَالَ بيني وبينك كذا، وقوله تعالى: {واعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وقَلْبِه}[الأنفال: ٢٤]، فإشارة إلى ما قيل في وصفه: (يا مقلَّب القلوب والأبصار)(٣)، وهو أن يلقي في قلب الإنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضي ذلك، وقيل: على ذلك {وحِيلَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ}[سبأ: ٥٤]، وقال بعضهم في قوله: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وقَلْبِه}[الأنفال: ٢٤]، هو أن يهلكه، أو يردّه إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا(٤)، وحَوَّلْتُ الشيء فَتَحَوَّلَ:
  غيّرته، إمّا بالذات، وإمّا بالحكم والقول، ومنه:
  أَحَلْتُ على فلان بالدّين. وقولك: حوّلت الكتاب هو أن تنقل صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصّورة الأولى، وفي المثل(٥): لو كان ذا حيلة لتحوّل، وقوله ø: {لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا}[الكهف: ١٠٨]، أي: تحوّلا.
  والحَوْلُ: السّنة، اعتبارا بانقلابها ودوران الشّمس في مطالعها ومغاربها، قال اللَّه تعالى:
(١) انظر: المجمل ١/ ٢٥٩.
(٢) وبها قرأ حمزة. انظر: الإتحاف ١٣٤.
(٣) الحديث عن أنس قال: كان النبيّ ﷺ يكثر أن يقول: يا مقلَّب القلوب ثبّت قلبي على دينك. أخرجه أحمد ٣/ ١١٢.
(٤) انظر غرائب التفسير وعجائب التأويل ١/ ٤٣٨.
(٥) الأمثال لأبي عبيد ص ٣٣٧، ومجمع الأمثال ٢/ ١٧٥.