مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فأد

صفحة 646 - الجزء 1

فند

  التَّفْنِيدُ: نسبة الإنسان إلى الْفَنَدِ، وهو ضعف الرّأي. قال تعالى: {لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ}⁣[يوسف: ٩٤]، قيل: أن تلوموني⁣(⁣١)، وحقيقته ما ذكرت، والإِفْنَادُ: أن يظهر من الإنسان ذلك، والْفَنَدُ: شمراخ الجبل، وبه سمّي الرّجل فَنَداً.

فهم

  الْفَهْمُ: هيئة للإنسان بها يتحقّق معاني ما يحسن، يقال: فَهِمْتُ كذا، وقوله: {فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ}⁣[الأنبياء: ٧٩]، وذلك إمّا بأن جعل اللَّه له من فضل قوّة الفهم ما أدرك به ذلك، وإمّا بأن ألقى ذلك في روعه، أو بأن أوحى إليه وخصّه به، وأَفْهَمْتُه:

  إذا قلت له حتى تصوّره، والِاسْتِفْهَامُ: أن يطلب من غيره أن يُفَهِّمَه.

فوت

  الْفَوْتُ: بُعْدُ الشيء عن الإنسان بحيث يتعذّر إدراكه، قال: {وإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ}⁣[الممتحنة: ١١]، وقال: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ}⁣[الحديد: ٢٣]، {ولَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ}⁣[سبأ: ٥١]، أي: لا يَفُوتُونَ ما فزعوا منه، ويقال: هو منّي فَوْتَ الرّمح⁣(⁣٢)، أي: حيث لا يدركه الرّمح، وجعل اللَّه رزقه فَوْتَ فمه. أي:

  حيث يراه ولا يصل إليه فمه، والِافْتِيَاتُ: افتعال منه، وهو أن يفعل الإنسان الشيء من دون ائتمار من حقّه أن يؤتمر فيه، والتَّفَاوُتُ: الاختلاف في الأوصاف، كأنه يُفَوِّتُ وصف أحدهما الآخر، أو وصف كلّ واحد منهما الآخر. قال تعالى: {ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ}⁣[الملك: ٣]، أي: ليس فيها ما يخرج عن مقتضى الحكمة.

فوج

  الفَوْجُ: الجماعة المارّة المسرعة، وجمعه أَفْوَاجٌ. قال تعالى: {كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ}⁣[الملك: ٨]، {هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ}⁣[ص: ٥٩]، {فِي دِينِ الله أَفْواجاً}⁣[النصر: ٢].

فأد

  الْفُؤَادُ كالقلب لكن يقال له: فُؤَادٌ إذا اعتبر فيه معنى التَّفَؤُّدِ، أي: التّوقّد، يقال: فَأَدْتُ اللَّحمَ: شَوَيْتُه، ولحم فَئِيدٌ: مشويٌّ. قال تعالى: {ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى}⁣[النجم: ١١]، {إِنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤادَ}⁣[الإسراء: ٣٦]، وجمع الفؤاد: أَفْئِدَةٌ.

  قال: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}⁣[إبراهيم: ٣٧]، {وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبْصارَ والأَفْئِدَةَ}⁣[الملك: ٢٣]، {وأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}⁣[إبراهيم: ٤٣]، {نارُ الله الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ}⁣[الهمزة: ٦ - ٧]. وتخصيص الأفئدة تنبيه على فرط تأثير له⁣(⁣٣)، وما بعد هذا الكتاب من الكتب


(١) مجاز القرآن ١/ ٣١٨.

(٢) انظر: المجمل ٣/ ٧٠٧.

(٣) قال البرهان البقاعي: وخصّ بالذكر لأنه ألطف ما في البدن، وأشده تألما بأدنى شيء من الأذى، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة، ومعدن حبّ المال الذي هو منشأ الفساد والضلال، وعنه تصدر الأفعال القبيحة. انظر: نظم الدرر ٢٢/ ٢٤٨.