مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ذرأ

صفحة 327 - الجزء 1

  في كفّك، وضاق بكذا ذرعي، نحو: ضاقت به يدي، وذَرَعْتُه: ضربت ذراعه، وذَرَعْتُ: مددت الذراع، ومنه: ذَرَعَ البعير في سيره، أي: مدّ ذراعه، وفرس ذريع وذروع: واسع الخطو، ومذرّع: أبيض الذّراع، وزِقٌّ ذراع، قيل: هو العظيم، وقيل: هو الصّغير، فعلى الأوّل هو الذي بقي ذراعه، وعلى الثاني هو الذي فصل ذراعه عنه. وذَرَعَه القيء: سبقه. وقولهم: ذَرَعَ الفرس، وتذرّعت المرأة الخوص⁣(⁣١)، وتذرّع في كلامه⁣(⁣٢)، تشبيها بذلك، كقولهم: سفسف في كلامه، وأصله من سفيف الخوص.

ذرأ

  الذَّرْءُ: إظهار اللَّه تعالى ما أبداه، يقال: ذَرَأَ اللَّه الخلق، أي: أوجد أشخاصهم. قال تعالى: {ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ والإِنْسِ}⁣[الأعراف: ١٧٩]، وقال: {وجَعَلُوا لِلَّه مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ والأَنْعامِ نَصِيباً}⁣[الأنعام: ١٣٦]، وقال: {ومِنَ الأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيه}⁣[الشورى: ١١]، وقرئ: (تذرؤه الرّياح)⁣(⁣٣)، والذُّرْأَة: بياض الشّيب والملح.

  فيقال: ملح ذُرْآنيّ، ورجل أَذْرَأُ، وامرأة ذَرْآءُ، وقد ذَرِئَ شعره.

ذرو

  ذِرْوَةُ السّنام وذُرَاه: أعلاه، ومنه قيل: أنا في ذُرَاكَ، أي: في أعلى مكان من جنابك.

  والمِذْرَوَان: طرفا الأليتين، وذَرَتْه الرّيح تَذْرُوه وتَذْرِيه. قال تعالى: {والذَّارِياتِ ذَرْواً}⁣[الذاريات: ١]، وقال: {تَذْرُوه الرِّياحُ}⁣[الكهف: ٤٥]، والذُّرِّيَّة أصلها: الصّغار من الأولاد، وإن كان قد يقع على الصّغار والكبار معا في التّعارف، ويستعمل للواحد والجمع، وأصله الجمع، قال تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ}⁣[آل عمران: ٣٤]، وقال: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ}⁣[الإسراء: ٣]، وقال: {وآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}⁣[يس: ٤١]، وقال: {إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ ومِنْ ذُرِّيَّتِي}⁣[البقرة: ١٢٤]، وفي الذُّرِّيَّة ثلاثة أقوال: قيل هو من: ذرأ اللَّه الخلق⁣(⁣٤)، فترك همزه، نحو: رويّة وبريّة. وقيل: أصله ذرويّة.

  وقيل: هو فعليّة من الذّرّ نحو قمريّة. وقال (أبو القاسم البلخيّ)⁣(⁣٥): قوله تعالى: {ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ}⁣[الأعراف: ١٧٩]، من قولهم: ذريت


(١) أي: تنقّته وشقّته. المجمل ٢/ ٣٥٦.

(٢) قال الزمخشري: وقد أذرع في كلامه وهو يذرع فيه إذراعا، وهو الإكثار. (أساس البلاغة).

(٣) سورة الكهف آية ٤٥، وقراءة (تذرؤه) شاذة.

(٤) انظر: الخصائص لابن جني ٣/ ٨٦، ومعاني القرآن للنحاس ١/ ٣٩٩.

(٥) تقدمت ترجمته ص ٢٩١.