مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بك

صفحة 139 - الجزء 1

  بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء.

  والباقي باللَّه ضربان:

  - باق بشخصه إلى أن يشاء اللَّه أن يفنيه، كبقاء الأجرام السماوية.

  - وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه، كالإنسان والحيوان.

  وكذا في الآخرة باق بشخصه كأهل الجنة، فإنهم يبقون على التأبيد لا إلى مدّة، كما قال ø: {خالِدِينَ فِيها}⁣[البقرة: ١٦٢].

  والآخر بنوعه وجنسه، كما روي عن النبيّ : «أنّ ثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ويأكلونها ثم تخلف مكانها مثلها»⁣(⁣١)، ولكون ما في الآخرة دائما، قال اللَّه ø: {وما عِنْدَ الله خَيْرٌ وأَبْقى}⁣[القصص: ٦٠]، وقوله تعالى: {والْباقِياتُ الصَّالِحاتُ}⁣[الكهف: ٤٦]، أي:

  ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال، وقد فسّر بأنها الصلوات الخمس، وقيل: سبحان اللَّه والحمد للَّه⁣(⁣٢)، والصحيح أنها كلّ عبادة يقصد بها وجه اللَّه تعالى⁣(⁣٣)، وعلى هذا قوله: {بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَكُمْ}⁣[هود: ٨٦]، وأضافها إلى اللَّه تعالى، وقوله تعالى: {فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ}⁣[الحاقة: ٨]. أي: جماعة باقية، أو:

  فعلة لهم باقية. وقيل: معناه: بقية. قال: وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل⁣(⁣٤)، وما هو على بناء مفعول⁣(⁣٥)، والأوّل أصح.

بك

  بكَّة هي مكة عن مجاهد، وجعله نحو: سبد رأسه وسمده، وضربة لازب ولازم في كون الباء


(١) الحديث عن ثوبان أنه سمع رسول اللَّه يقول: «لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرة إلا أعيد في مكانها مثلاها» أخرجه البزار والطبراني، راجع: الدر المنثور ١/ ٩٧.

(٢) راجع: الدر المنثور للسيوطي ٥/ ٣٩٦.

(٣) وهذا قول قتادة فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم وابن مردويه. انظر: الدر المنثور ٥/ ٣٩٩.

(٤) وفي ذلك قال أبو بكر ابن محنض الشنقيطي:

فاعلة المصدر منها العافية ... ناشئة نازلة وواقية

باقية لديهم وخاطئة ... م الهاء كالنائل جاءت عارية

ومثلها صاعقة وراغية

(٥) المصادر التي جاءت على وزن مفعول جمعها بعضهم فقال:

مجلودكم محلوفكم معقول ... مصادر يزنها مفعول

كذلك المغسول والمعسول ... فأصغ ليتا أيها النبيل

وزاد شيخنا عليها:

ومثل ذاك أيضا الميسور ... ومثله في ذلك المعسور