مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ذرع

صفحة 326 - الجزء 1

  ١٦٨ - يذبّب ورد على إثره⁣(⁣١)

ذبح

  أصل الذَّبْح: شقّ حلق الحيوانات. والذِّبْح:

  المذبوح، قال تعالى: {وفَدَيْناه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}⁣[الصافات: ١٠٧]، وقال: {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}⁣[البقرة: ٦٧]، وذَبَحْتُ الفارة⁣(⁣٢):

  شققتها، تشبيها بذبح الحيوان، وكذلك: ذبح الدّنّ⁣(⁣٣)، وقوله: {يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ}⁣[البقرة: ٤٩]، على التّكثير، أي: يذبح بعضهم إثر بعض. وسعد الذّابح اسم نجم، وتسمّى الأخاديد من السّيل مذابح.

ذخر

  أصل الادّخار اذتخار، يقال: ذخرته، وادّخرته: إذا أعددته للعقبى. وروي: (أنّ النبيّ كان لا يدّخر شيئا لغد)⁣(⁣٤) والمذاخر:

  الجوف والعروق المدّخرة للطَّعام، قال الشاعر:

  ١٦٩ - فلما سقيناها العكيس تملَّاءت ... مذاخرها وامتدّ رشحا وريدها⁣(⁣٥)

  والإذخر: حشيشة طيّبة الرّيح.

ذر

  الذّرّيّة، قال تعالى: {ومِنْ ذُرِّيَّتِي}⁣[البقرة: ١٢٤]، وقال: {ومِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}⁣[البقرة: ١٢٨]، وقال: {إِنَّ الله لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ}⁣[النساء: ٤٠]، وقد قيل: أصله الهمز، وقد تذكر بعد في بابه.

ذرع

  الذّراع: العضو المعروف، ويعبّر به عن المذروع، أي: الممسوح بالذّراع. قال تعالى: {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوه}⁣[الحاقة: ٣٢]، يقال: ذراع من الثّوب والأرض، وذراع الأسد: نجم، تشبيها بذراع الحيوان، وذراع العامل: صدر القناة⁣(⁣٦)، ويقال: هذا على حبل ذراعك⁣(⁣٧)، كقولك: هو


(١) هذا شطر بيت، وعجزه:

وأمكنه وقع مردى خشب

وهو لعنترة في ديوانه ص ٣٢ والمجمل ٢/ ٣٥٦، ونظام الغريب ص ٢٢٢.

(٢) الفارة: المسك.

(٣) قال ابن فارس: وذبحت الدن: إذا بزلته. المجمل ٢/ ٣٦٤.

وفي اللسان: وبزل الخمر: ثقب إناءها. اللسان: (بزل).

(٤) الحديث عن أنس قال: (كان النبي لا يدخر شيئا لغد). أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث غريب، وقد روي عن ثابت عن النبي مرسلا. انظر: عارضة الأحوذي ٩/ ٢١٥، وأخرجه ابن حبّان. الإحسان إلى ترتيب صحيح ابن حبان ٨/ ٩٩.

(٥) البيت قيل لمنظور بن مرثد، وهو في المجمل ٢/ ٣٦٥، واللسان: ذخر، والمعاني الكبير ١/ ٣٨٤ ونسبه في اللسان مادة: (عكس) إلى أبي منصور الأسدي، وقيل: للراعي وهو الأصح، وهو في ديوانه ص ٩٣.

(٦) انظر: المجمل ٢/ ٣٥٧، وأساس البلاغة ص ١٤٢.

(٧) قال الزمخشري: وهو لك مني على حبل الذراع، أي: حاضر قريب. الأساس ص ١٤٢.