خمد
  خَلَتْ مِنْ قَبْلِه الرُّسُلُ}[آل عمران: ١٤٤]، {وقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ}[الرعد: ٦]، {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ}[البقرة: ١٤١]، {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ}[آل عمران: ١٣٧]، {إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ}[فاطر: ٢٤]، {مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ}[البقرة: ٢١٤]، {وإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}[آل عمران: ١١٩]، وقوله: {يَخْلُ لَكُمْ وَجْه أَبِيكُمْ}[يوسف: ٩]، أي: تحصل لكم مودّة أبيكم وإقباله عليكم. وخَلَا الإنسان: صار خَالِياً، وخَلَا فلان بفلان: صار معه في خَلَاءٍ، وخَلَا إليه: انتهى إليه في خلوة، قال تعالى: {وإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ}[البقرة: ١٤]، وخلَّيت فلانا: تركته في خَلَاءٍ، ثم يقال لكلّ ترك تخلية، نحو: {فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}[التوبة: ٥]، وناقة خَلِيَّة: مُخْلَاة عن الحلب، وامرأة خَلِيَّة:
  مخلاة عن الزّوج، وقيل للسّفينة المتروكة بلا ربّان خَلِيَّة، والخَلِيُّ: من خلَّاه الهمّ، نحو المطلَّقة في قول الشاعر:
  ١٥٠ - مطلَّقة طورا وطورا تراجع(١)
  والخَلَاءُ: الحشيش المتروك حتّى ييبس، ويقال: خَلَيْتُ الخَلَاءَ: جززته، وخَلَيْتُ الدّابة:
  جززت لها، ومنه استعير: سيف يَخْتَلِي، أي:
  يقطع ما يضرب به قطعه للخلا.
خمد
  قوله تعالى: {جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ}[الأنبياء: ١٥]، كناية عن موتهم، من قولهم:
  خَمَدَتِ النار خُمُودا: طفئ لهبها، وعنه استعير:
  خمدت الحمّى: سكنت، وقوله تعالى: {فَإِذا هُمْ خامِدُونَ}[يس: ٢٩].
خمر
  أصل الخمر: ستر الشيء، ويقال لما يستر به: خِمَار، لكن الخمار صار في التعارف اسما لما تغطَّي به المرأة رأسها، وجمعه خُمُر، قال تعالى: {ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ}[النور: ٣١] واختمرت المرأة وتَخَمَّرَت، وخَمَّرَتِ الإناء: غطَّيته، وروي «خمّروا آنيتكم»(٢)، وأَخْمَرْتُ العجين: جعلت فيه
(١) هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وشطره:
تناذرها الراقون من سوء سمّها
وهو من قصيدته العينية التي مطلعها:
عفا ذو حسا من فرقنى فالفوارع ... فجبنا أريك فالقلاع الدوافع
وهو في ديوانه ص ٨٠.
(٢) الحديث عن جابر بن عبد اللَّه رفعه قال: «خمّروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء، فإنّ للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإنّ الفويسقة ربما اجترّت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت» أخرجه البخاري ٦/ ٢٥٣ في بدء الخلق: باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، وانظر: شرح السنة ١١/ ٣٩١.