مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خمد

صفحة 298 - الجزء 1

  خَلَتْ مِنْ قَبْلِه الرُّسُلُ}⁣[آل عمران: ١٤٤]، {وقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ}⁣[الرعد: ٦]، {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ}⁣[البقرة: ١٤١]، {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ}⁣[آل عمران: ١٣٧]، {إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ}⁣[فاطر: ٢٤]، {مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ}⁣[البقرة: ٢١٤]، {وإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}⁣[آل عمران: ١١٩]، وقوله: {يَخْلُ لَكُمْ وَجْه أَبِيكُمْ}⁣[يوسف: ٩]، أي: تحصل لكم مودّة أبيكم وإقباله عليكم. وخَلَا الإنسان: صار خَالِياً، وخَلَا فلان بفلان: صار معه في خَلَاءٍ، وخَلَا إليه: انتهى إليه في خلوة، قال تعالى: {وإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ}⁣[البقرة: ١٤]، وخلَّيت فلانا: تركته في خَلَاءٍ، ثم يقال لكلّ ترك تخلية، نحو: {فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}⁣[التوبة: ٥]، وناقة خَلِيَّة: مُخْلَاة عن الحلب، وامرأة خَلِيَّة:

  مخلاة عن الزّوج، وقيل للسّفينة المتروكة بلا ربّان خَلِيَّة، والخَلِيُّ: من خلَّاه الهمّ، نحو المطلَّقة في قول الشاعر:

  ١٥٠ - مطلَّقة طورا وطورا تراجع⁣(⁣١)

  والخَلَاءُ: الحشيش المتروك حتّى ييبس، ويقال: خَلَيْتُ الخَلَاءَ: جززته، وخَلَيْتُ الدّابة:

  جززت لها، ومنه استعير: سيف يَخْتَلِي، أي:

  يقطع ما يضرب به قطعه للخلا.

خمد

  قوله تعالى: {جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ}⁣[الأنبياء: ١٥]، كناية عن موتهم، من قولهم:

  خَمَدَتِ النار خُمُودا: طفئ لهبها، وعنه استعير:

  خمدت الحمّى: سكنت، وقوله تعالى: {فَإِذا هُمْ خامِدُونَ}⁣[يس: ٢٩].

خمر

  أصل الخمر: ستر الشيء، ويقال لما يستر به: خِمَار، لكن الخمار صار في التعارف اسما لما تغطَّي به المرأة رأسها، وجمعه خُمُر، قال تعالى: {ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ}⁣[النور: ٣١] واختمرت المرأة وتَخَمَّرَت، وخَمَّرَتِ الإناء: غطَّيته، وروي «خمّروا آنيتكم»⁣(⁣٢)، وأَخْمَرْتُ العجين: جعلت فيه


(١) هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وشطره:

تناذرها الراقون من سوء سمّها

وهو من قصيدته العينية التي مطلعها:

عفا ذو حسا من فرقنى فالفوارع ... فجبنا أريك فالقلاع الدوافع

وهو في ديوانه ص ٨٠.

(٢) الحديث عن جابر بن عبد اللَّه رفعه قال: «خمّروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء، فإنّ للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإنّ الفويسقة ربما اجترّت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت» أخرجه البخاري ٦/ ٢٥٣ في بدء الخلق: باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، وانظر: شرح السنة ١١/ ٣٩١.