مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أصر

صفحة 78 - الجزء 1

  أغلب أحواله مذموما لقوله تعالى: {إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}⁣[القصص: ٧٦] - فقد يحمد تارة إذا كان على قدر ما يجب، وفي الموضع الذي يجب، كما قال تعالى: {فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}⁣[يونس: ٥٨] وذلك أنّ الفرح قد يكون من سرور بحسب قضية العقل، والأَشَرُ لا يكون إلا فرحا بحسب قضية الهوى، ويقال: ناقة مِئْشِير⁣(⁣١)، أي: نشيطة على طريق التشبيه، أو ضامر من قولهم: أشرت الخشبة⁣(⁣٢).

أصر

  الأَصْرُ: عقد الشيء وحبسه بقهره، يقال:

  أَصَرْتُه فهو مَأْصُورٌ، والمَأْصَرُ والمَأْصِرُ: محبس السفينة. قال اللَّه تعالى: {ويَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ}⁣[الأعراف: ١٥٧] أي: الأمور التي تثبطهم وتقيّدهم عن الخيرات وعن الوصول إلى الثواب، وعلى ذلك: {ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً}⁣[البقرة: ٢٨٦]، وقيل: ثقلا⁣(⁣٣). وتحقيقه ما ذكرت، والإِصْرُ: العهد المؤكَّد الذي يثبّط ناقضه عن الثواب والخيرات، قال تعالى: {أَقْرَرْتُمْ وأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي}⁣[آل عمران: ٨١].

  الإصار: الطَّنب والأوتاد التي بها يعمد البيت، وما يَأْصِرُنِي عنك شيء، أي: ما يحبسني.

  والأَيْصَرُ⁣(⁣٤): كساء يشدّ فيه الحشيش فيثنى على السنام ليمكن ركوبه.

أصبع

  الإصبع⁣(⁣٥): اسم يقع على السلامي والظفر والأنملة والأطرة والبرجمة معا، ويستعار للأثر الحسيّ فيقال: لك على فلان إصبع⁣(⁣٦)، كقولك: لك عليه يد.

أصل

  {بِالْغُدُوِّ والآصالِ}⁣[الأعراف: ٢٠٥] أي:

  العشايا، يقال للعشية: أَصِيل وأَصِيلَة، فجمع الأصيل أُصُل وآصَال، وجمع الأصيلة: أَصَائِل، وقال تعالى: {بُكْرَةً وأَصِيلًا}⁣[الفتح: ٩].


(١) يقال: رجل مئشير وامرأة مئشير، وناقة مئشير وجواد مئشير، يستوي فيه المذكر والمؤنث. انظر: اللسان (أشر).

(٢) أشر الخشبة: شقّها.

(٣) انظر: العين ٧/ ١٤٧.

(٤) وفي اللسان (الأيصر): حبيل صغير قصير يشدّ به أسفل الخباء إلى وتد.

(٥) وقد نظم ابن مالك لغات الإصبع فقال:

تثليث با إصبع مع شكل همزته ... بغير قيد مع الأصبوع قد نقلا

[استدراك] انظر: التسهيل ص ٣٥. وكان القياس أن تذكر في مادة صبغ لأن الهمزة زائدة.

(٦) وفي اللسان: يقال: فلان من اللَّه عليه إصبع حسنة، أي: أثر نعمة حسنة، وعليه منك إصبع حسنة، أي: أثر حسن.