مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عقل

صفحة 577 - الجزء 1

  الأَيْمانَ}⁣(⁣١)، ومنه قيل: لفلان عقيدة، وقيل للقلادة: عِقْدٌ. والعَقْدُ مصدر استعمل اسما فجمع، نحو: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}⁣[المائدة: ١]، والعُقْدَةُ: اسم لما يعقد من نكاح أو يمين أو غيرهما، قال: {ولا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ}⁣[البقرة: ٢٣٥]، وعُقِدَ لسانه: احتبس، وبلسانه عقدة، أي: في كلامه حبسة، قال: {واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي}⁣[طه: ٢٧]، {النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ}⁣[الفلق: ٤]، جمع عقدة، وهي ما تعقده الساحرة، وأصله من العزيمة، ولذلك يقال لها: عزيمة كما يقال لها: عُقْدَة، ومنه قيل للساحر: مُعْقِدٌ، وله عقدة ملك⁣(⁣٢)، وقيل: ناقة عاقدة وعاقد: عقدت بذنبها للقاحها، وتيس وكلب أَعْقَدُ: ملتوي الذّنب، وتَعَاقَدَتِ الكلاب: تعاظلت⁣(⁣٣).

عقر

  عُقْرُ الحوض والدّار وغيرهما: أصلها ويقال:

  له: عَقْرٌ، وقيل: (ما غزي قوم في عقر دارهم قطَّ إلَّا ذلَّوا)⁣(⁣٤)، وقيل للقصر: عُقْرَة. وعَقَرْتُه أصبت: عُقْرَه، أي: أصله، نحو، رأسته، ومنه:

  عَقَرْتُ النّخل: قطعته من أصله، وعَقَرْتُ البعير: نحرته، وعقرت ظهر البعير فانعقر، قال: {فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ}⁣[هود: ٦٥]، وقال تعالى: {فَتَعاطى فَعَقَرَ}⁣[القمر: ٢٩]، ومنه استعير: سرج مُعْقَر، وكلب عَقُور، ورجل عاقِرٌ، وامرأة عاقر: لا تلد، كأنّها تعقر ماء الفحل. قال: {وكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً}⁣[مريم: ٥]، {وامْرَأَتِي عاقِرٌ}⁣[آل عمران: ٤٠]، وقد عَقِرَتْ، والعُقْرُ: آخر الولد. وبيضة العقر كذلك، والعُقَار: الخمر لكونه كالعاقر للعقل، والمُعَاقَرَةُ: إدمان شربه، وقولهم للقطعة من الغنم: عُقْرٌ فتشبيه بالقصر، فقولهم: رفع فلان عقيرته، أي: صوته فذلك لما روي أنّ رجلا عُقِرَ رِجْلُه فرفع صوته⁣(⁣٥)، فصار ذلك مستعارا للصّوت، والعقاقير: أخلاط الأدوية، الواحد:

  عَقَّار.

عقل

  العَقْل يقال للقوّة المتهيّئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوّة عَقْلٌ، ولهذا قال أمير المؤمنين ¥:

  ٣٢٧ - رأيت العقل عقلين ... فمطبوع ومسموع


(١) وهي قراءة الكوفيين إلا حفصا انظر: إرشاد المبتدي ص ٢٩٩.

(٢) قال الفيروزآبادي: والعقدة: الضيعة والعقار الذي اعتقده صاحبه ملكا. انظر: البصائر ٤/ ٨٣.

(٣) انظر: المجمل ٣/ ٦٢١.

(٤) هذا القيل لعليّ بن أبي طالب من خطبة له في الجهاد، انظر: نهج البلاغة ص ١٢٢.

(٥) انظر: الخصائص ١/ ٦٦، والمجمل ٣/ ٦٢٢، والجمهرة ٢/ ٣٨٣.