مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

وإي

صفحة 103 - الجزء 1

  {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ}⁣[العنكبوت: ٥٤].

  وفي بناء آية ثلاثة أقوال: قيل: هي فعلة⁣(⁣١)، وحقّ مثلها أن يكون لامه معلَّا دون عينه، نحو:

  حياة ونواة، لكن صحّح لامه لوقوع الياء قبلها، نحو: راية. وقيل: هي فعلة⁣(⁣٢) إلا أنها قلبت كراهة التضعيف كطائي في طيّئ. وقيل: هي فاعلة، وأصلها: آيية، فخفّفت فصار آية، وذلك ضعيف لقولهم في تصغيرها: أُيَيَّة، ولو كانت فاعلة لقيل: أويّة⁣(⁣٣).

  وأَيَّانَ عبارة عن وقت الشيء، ويقارب معنى متى، قال تعالى: {أَيَّانَ مُرْساها}⁣[الأعراف: ١٨٧]، {أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}⁣[الذاريات: ١٢] من قولهم: أي، وقيل: أصله: أيّ أوان، أي:

  أيّ وقت، فحذف الألف ثم جعل الواو ياء فأدغم فصار أيّان. و:

  وإِيَّا لفظ موضوع ليتوصل به إلى ضمير المنصوب إذا انقطع عمّا يتصل به، وذلك يستعمل إذا تقدّم الضمير، نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣[الفاتحة: ٤] أو فصل بينهما بمعطوف عليه أو بإلا، نحو: {نَرْزُقُهُمْ وإِيَّاكُمْ}⁣[الإسراء: ٣١]، ونحو: {وقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه}⁣[الإسراء: ٢٣].

وإي

  وإِي كلمة موضوعة لتحقيق كلام متقدّم⁣(⁣٤)، نحو: {إِي ورَبِّي إِنَّه لَحَقٌّ}⁣[يونس: ٥٣].

  و «أَيَا» و «أَيْ» و «أ» من حروف النداء، تقول: أي زيد، وأيا زيد وأزيد. و:

  أَيْ كلمة ينبّه بها أنّ ما يذكر بعدها شرح وتفسير لما قبلها.

أوى

  المَأْوَى مصدر أَوَى يَأْوِي أَوِيّاً ومَأْوًى، تقول:

  أوى إلى كذا: انضمّ إليه يأوي أويّا ومأوى، وآوَاه غيره يُؤْوِيه إِيوَاءً.


(١) وهذا قول الخليل، واختاره المبرد في المقتضب ١/ ٢٨٩.

(٢) وهذا أصح الأقوال، وهو قول سيبويه، انظر: الكتاب ٤/ ٣٩٨، والمسائل الحلبيات ص ٣٣٥.

(٣) وفي هذا يقول العلامة سيدنا بن الشيخ سيديّ الكبير الشنقيطي:

في آية خلف على أقوال ... ما وزنها من قبل ذا الإعلال

فقيل: أيّة وقيل: أييه ... وقيل: بل أيية أو أييه

كتوبة نبقة وسمره ... قصبة وذا الخليل شهّره

وعندهم أنّ المعلّ الأول ... كما هم في غاية قد جعلوا

وقيل: بل آيية كفاعلة ... وحذف العين ولا موجب له

(٤) ولا تقع إلا قبل القسم.