مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رجف

صفحة 344 - الجزء 1

  الأذان⁣(⁣١). والرَّجِيعُ: كناية عن أذى البطن للإنسان والدّابّة، وهو من الرُّجُوعِ، ويكون بمعنى الفاعل، أو من الرَّجْعِ ويكون بمعنى المفعول، وجبّة رَجِيعٌ، أعيدت بعد نقضها، ومن الدابّة: ما رَجَعْتَه من سفر إلى سفر⁣(⁣٢)، والأنثى رَجِيعَةٌ. وقد يقال: دابّة رَجِيعٌ، ورجْعُ سفر: كناية عن النّضو⁣(⁣٣)، والرَّجِيعُ من الكلام:

  المردود إلى صاحبه أو المكرّر.

رجف

  الرَّجْفُ: الاضطراب الشديد، يقال: رَجَفَتِ الأرض ورَجَفَ البحر، وبحر رَجَّافٌ. قال تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}⁣[النازعات: ٦]، {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ والْجِبالُ}⁣[المزمل: ١٤]، {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ}⁣[الأعراف: ٧٨]، والإِرْجَافُ: إيقاع الرّجفة، إمّا بالفعل، وإمّا بالقول، قال تعالى: {والْمُرْجِفُونَ} فِي الْمَدِينَةِ⁣(⁣٤)، ويقال: الأَرَاجِيفُ ملاقيح الفتن.

رجل

  الرَّجُلُ: مختصّ بالذّكر من الناس، ولذلك قال تعالى: {ولَوْ جَعَلْناه مَلَكاً لَجَعَلْناه رَجُلًا}⁣[الأنعام: ٩]، ويقال رَجْلَةٌ للمرأة: إذا كانت متشبّهة بالرّجل في بعض أحوالها، قال الشاعر:

  ١٨٠ - لم يبالوا حرمة الرّجلة⁣(⁣٥)

  ورجل بيّن الرُّجُولَةِ والرُّجُولِيَّةِ، وقوله: {وجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى}⁣[يس: ٢٠]، {وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}⁣[غافر: ٢٨]، فالأولى به الرّجوليّة والجلادة، وقوله: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله}⁣[غافر: ٢٨]، وفلان أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ. والرِّجْلُ: العضو المخصوص بأكثر الحيوان، قال تعالى: {وامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ}⁣[المائدة: ٦]، واشتقّ من الرِّجْلِ رَجِلٌ ورَاجِلٌ للماشي


(١) قيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت، وقد حكى عبد اللَّه بن المغفّل ترجيعه بمدّ الصوت في القراءة، نحو آء آء آء. انظر: اللسان (رجع)، والنهاية ٢/ ٢٠٢، ومعالم السنن ١/ ١٥٣.

(٢) قال ابن فارس: والرّجيع من الدواب: ما رجعته من سفر إلى سفر. انظر: المجمل ٢/ ٤٢٢.

(٣) النّضو: البعير المهزول.

(٤) سورة الأحزاب: آية ٦٠، والمرجفون: هم الذين يولَّدون الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب في الناس.

(٥) الشطر قبله:

كلّ جار ظلّ مغتبطا ... غير جيران بني جبله

خرقوا جيب فتاتهم ... لم يبالوا حرمة الرّجله

عنى بجيبها هنها.

انظر: اللسان (رجل)، وإعراب ثلاثين سورة ص ٤٤، ونسبه الفارسي لطرفة في التكملة ص ٣٥٣، وابن يعيش ٥/ ٩٨، وتذكرة النحاة لأبي حيان ٦١٧.