بدل
  ولا مادّة ولا زمان ولا مكان، وليس ذلك إلا للَّه(١).
  والبديع يقال للمُبْدِعِ(٢)، نحو قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرْضِ}[البقرة: ١١٧]، ويقال للمبدع نحو: ركيّة بديع، وكذلك البِدْعُ يقال لهما جميعا بمعنى الفاعل والمفعول، وقوله تعالى: {قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ}[الأحقاف: ٩] قيل: معناه: مبدعا لم يتقدّمني رسول، وقيل: مبدعا فيما أقوله.
  والبِدْعةُ في المذهب: إيراد قول لم يستنّ قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدمة وأصولها المتقنة، وروي: «كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار»(٣).
  والإِبْدَاع بالرّجل: الانقطاع به لما ظهر من كلال راحلته وهزالها(٤).
بدل
  الإبدال والتَّبديل والتَّبَدُّل والاستبدال: جعل شيء مكان آخر، وهو أعمّ من العوض، فإنّ العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول، والتبديل قد يقال للتغيير مطلقا وإن لم يأت ببدله، قال تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}[البقرة: ٥٩]، {ولَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً}[النور: ٥٥] وقال تعالى: {فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ}[الفرقان: ٧٠] قيل: أن يعملوا أعمالا صالحة تبطل ما قدّموه من الإساءة، وقيل: هو أن يعفو تعالى عن سيئاتهم ويحتسب بحسناتهم(٥).
  وقال تعالى: {فَمَنْ بَدَّلَه بَعْدَ ما سَمِعَه}[البقرة: ١٨١]، {وإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ}[النحل: ١٠١]، {وبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ}[سبأ: ١٦]، {ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ}[الأعراف: ٩٥]، {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ}[إبراهيم: ٤٨] أي: تغيّر عن حالها، {أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ}[غافر: ٢٦]، {ومَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمانِ}[البقرة: ١٠٨]، {وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ}[محمد: ٣٨]، وقوله: {ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}[ق: ٢٩] أي: لا يغيّر ما سبق في اللوح المحفوظ، تنبيها على أنّ ما علمه أن سيكون يكون على ما قد علمه لا يتغيّر
(١) راجع: الأسماء والصفات للبيهقي ص ٤٠.
(٢) انظر: المدخل لعلم التفسير ص ٢٣٧.
(٣) الحديث في مسلم، وروايته: «وشرّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» فقط. ورقمه ٨٦٧ في كتاب الجمعة.
والحديث برواية المؤلف أخرجه النسائي ٣/ ١٨٩ عن جابر بن عبد اللَّه، وأخرجه أحمد في المسند ٤/ ١٢٦ دون زيادة «وكل ضلالة في النار».
(٤) قال في اللسان: وأبدع به: كلَّت راحلته أو عطبت، وبقي منقطعا به وقسر عليه ظهره.
(٥) راجع الدر المنثور ٦/ ٢٨٠.