مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بدل

صفحة 111 - الجزء 1

  ولا مادّة ولا زمان ولا مكان، وليس ذلك إلا للَّه⁣(⁣١).

  والبديع يقال للمُبْدِعِ⁣(⁣٢)، نحو قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرْضِ}⁣[البقرة: ١١٧]، ويقال للمبدع نحو: ركيّة بديع، وكذلك البِدْعُ يقال لهما جميعا بمعنى الفاعل والمفعول، وقوله تعالى: {قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ}⁣[الأحقاف: ٩] قيل: معناه: مبدعا لم يتقدّمني رسول، وقيل: مبدعا فيما أقوله.

  والبِدْعةُ في المذهب: إيراد قول لم يستنّ قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدمة وأصولها المتقنة، وروي: «كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار»⁣(⁣٣).

  والإِبْدَاع بالرّجل: الانقطاع به لما ظهر من كلال راحلته وهزالها⁣(⁣٤).

بدل

  الإبدال والتَّبديل والتَّبَدُّل والاستبدال: جعل شيء مكان آخر، وهو أعمّ من العوض، فإنّ العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول، والتبديل قد يقال للتغيير مطلقا وإن لم يأت ببدله، قال تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}⁣[البقرة: ٥٩]، {ولَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً}⁣[النور: ٥٥] وقال تعالى: {فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ}⁣[الفرقان: ٧٠] قيل: أن يعملوا أعمالا صالحة تبطل ما قدّموه من الإساءة، وقيل: هو أن يعفو تعالى عن سيئاتهم ويحتسب بحسناتهم⁣(⁣٥).

  وقال تعالى: {فَمَنْ بَدَّلَه بَعْدَ ما سَمِعَه}⁣[البقرة: ١٨١]، {وإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ}⁣[النحل: ١٠١]، {وبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ}⁣[سبأ: ١٦]، {ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ}⁣[الأعراف: ٩٥]، {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ}⁣[إبراهيم: ٤٨] أي: تغيّر عن حالها، {أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ}⁣[غافر: ٢٦]، {ومَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمانِ}⁣[البقرة: ١٠٨]، {وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ}⁣[محمد: ٣٨]، وقوله: {ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}⁣[ق: ٢٩] أي: لا يغيّر ما سبق في اللوح المحفوظ، تنبيها على أنّ ما علمه أن سيكون يكون على ما قد علمه لا يتغيّر


(١) راجع: الأسماء والصفات للبيهقي ص ٤٠.

(٢) انظر: المدخل لعلم التفسير ص ٢٣٧.

(٣) الحديث في مسلم، وروايته: «وشرّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» فقط. ورقمه ٨٦٧ في كتاب الجمعة.

والحديث برواية المؤلف أخرجه النسائي ٣/ ١٨٩ عن جابر بن عبد اللَّه، وأخرجه أحمد في المسند ٤/ ١٢٦ دون زيادة «وكل ضلالة في النار».

(٤) قال في اللسان: وأبدع به: كلَّت راحلته أو عطبت، وبقي منقطعا به وقسر عليه ظهره.

(٥) راجع الدر المنثور ٦/ ٢٨٠.