مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نشط

صفحة 806 - الجزء 1

  {فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ}⁣[الجمعة: ١٠] وقيل: نَشَرُوا في معنى انْتَشَرُوا، وقرئ: {وإذا قيل انْشُرُوا فَانْشُرُوا}⁣[المجادلة: ١١](⁣١) أي: تفرّقوا. والانْتِشَارُ:

  انتفاخُ عَصَبِ الدَّابَّةِ، والنَّوَاشِرُ: عُرُوقُ باطِنِ الذِّرَاعِ، وذلك لانتشارها، والنَّشَرُ: الغَنَم المُنْتَشِر، وهو للمَنْشُورِ كالنِّقْضِ للمَنْقوض، ومنه قيل: اكتسى البازي ريشا نَشْراً. أي:

  مُنْتَشِراً واسعاً طويلًا، والنَّشْرُ: الكَلَاء اليابسُ، إذا أصابه مطرٌ فَيُنْشَرُ. أي: يَحْيَا، فيخرج منه شيء كهيئة الحَلَمَةِ، وذلك داءٌ للغَنَم، يقال منه:

  نَشَرَتِ الأرضُ فهي نَاشِرَةٌ. ونَشَرْتُ الخَشَبَ بالمِنْشَارِ نَشْراً اعتبارا بما يُنْشَرُ منه عند النَّحْتِ، والنُّشْرَةُ: رُقْيَةٌ يُعَالَجُ المريضُ بها.

نشز

  النَّشْزُ: المُرْتَفِعُ من الأرضِ، ونَشَزَ فلانٌ: إذا قصد نَشْزاً، ومنه: نَشَزَ فلان عن مقرِّه: نَبا، وكلُّ نابٍ نَاشِزٌ. قال تعالى: {وإِذا قِيلَ انْشُزُوا} {فَانْشُزُوا}⁣[المجادلة: ١١] ويعبّر عن الإحياء بِالنَّشْزِ والإِنْشَازِ، لكونه ارتفاعا بعد اتِّضاع. قال تعالى: {وانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها}⁣[البقرة: ٢٥٩]، وقُرِئَ بضَمِّ النون وفَتْحِهَا⁣(⁣٢).

  وقوله تعالى: {واللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ}⁣[النساء: ٣٤] ونُشُوزُ المرأة: بُغْضُها لزَوْجها ورفْعُ نفسِها عن طاعتِه، وعَيْنِها عنه إلى غيره، وبهذا النَّظر قال الشاعر:

  ٤٤١ - إِذَا جَلَسَتْ عِنْدَ الإمامِ كأَنَّهَا ... تَرَى رُفْقَةً من ساعةٍ تَسْتَحِيلُهَا⁣(⁣٣)

  وعِرْقٌ نَاشِزٌ. أيْ: نَاتِئٌ.

نشط

  قال اللَّه تعالى: {والنَّاشِطاتِ نَشْطاً}⁣[النازعات: ٢] قيل: أراد بها النّجوم الخارجات من الشَّرْق إلى الغَرْب بسَيْرِ الفَلَك⁣(⁣٤)، أو السّائِرَاتِ من المغرب إلى المشرق بسَيْرِ أنفسها.

  من قولهم: ثور نَاشِطٌ: خارجٌ من أرض إلى أرض، وقيل: الملائكة التي تَنْشِطُ أرواحَ


(١) وهي قراءة شاذة.

(٢) وقراءة ننشزها بفتح النون وضم الشين قراءة شاذة قرأ بها الحسن. انظر: الإتحاف ص ١٦٢.

(٣) البيت للفرزدق يخاطب زوجته النوار، وهو من قصيدة مطلعها:

لعمري لقد أردى نوار وساقها ... إلى الغور أحلام قليل عقولها

وهو في ديوانه ص ٤١٦، والكامل للمبرد ٢/ ٤٣، وتفسير الراغب ورقة ١٧٦.

(٤) هذا قول أبي عبيد، حيث قال: هي النجوم تطلع ثم تغيب.

وقيل: يعني النجوم تنشط من برج إلى برج، كالثور الناشط من بلد إلى البلد.

والمشهور في تفسير الآية أنها الملائكة، وهو مروي عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والسدي. انظر:

الدر المنثور ٨/ ٤٠٤، واللسان (نشط).