مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فوم

صفحة 650 - الجزء 1

  أي: ضعيفه، والمُفَايَلَةُ: لعبة يخبّئون شيئا في التراب ويقسمونه ويقولون في أيّها هو، والْفَائِلُ:

  عرق في خربة الورك، أو لحم عليها.

فوم

  الفُومُ: الحنطة، وقيل: هي الثّوم، يقال: ثوم وفُومٌ، كقولهم: جدث وجدف⁣(⁣١). قال تعالى: {وفُومِها وعَدَسِها}⁣[البقرة: ٦١].

فوه

  أَفْوَاه جمع فَمٍ، وأصل فَمٍ فَوَه، وكلّ موضع علَّق اللَّه تعالى حكم القول بِالْفَمِ فإشارة إلى الكذب، وتنبيه أنّ الاعتقاد لا يطابقه. نحو: {ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ}⁣[الأحزاب: ٤]، وقوله: {كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ}⁣[الكهف: ٥]، {يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وتَأْبى قُلُوبُهُمْ}⁣[التوبة: ٨]، {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ}⁣[إبراهيم: ٩]، {مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ ولَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}⁣[المائدة: ٤١]، {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٦٧]، ومن ذلك: فَوْهَةُ النّهر، كقولهم: فم النّهر، وأَفْوَاه الطَّيب. الواحد: فُوه.

فيأ

  الفَيْءُ والْفَيْئَةُ: الرّجوع إلى حالة محمودة. قال تعالى: {حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ الله فَإِنْ فاءَتْ}⁣[الحجرات: ٩]، وقال: {فَإِنْ فاؤُ}⁣[البقرة: ٢٢٦]، ومنه: فَاءَ الظَّلُّ، والفَيْءُ لا يقال إلَّا للرّاجع منه. قال تعالى: {يَتَفَيَّؤُا ظِلالُه}⁣[النحل: ٤٨]. وقيل للغنيمة التي لا يلحق فيها مشقّة: فَيْءٌ، قال: {ما أَفاءَ الله عَلى رَسُولِه}⁣[الحشر: ٧]، {وما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ الله عَلَيْكَ}⁣[الأحزاب: ٥٠]، قال بعضهم: سمّي ذلك بِالْفَيْءِ الذي هو الظَّلّ تنبيها أنّ أشرف أعراض الدّنيا يجري مجرى ظلّ زائل، قال الشاعر:

  ٣٦٠ - أرى المال أَفْيَاءَ الظَّلال عشيّة⁣(⁣٢)

  وكما قال:

  ٣٦١ - إنّما الدّنيا كظلّ زائل⁣(⁣٣)

  والفِئَةُ: الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم إلى بعض في التّعاضد. قال تعالى: {إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا}⁣[الأنفال: ٤٥]، {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً}⁣[البقرة: ٢٤٩]، {فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا}⁣[آل عمران: ١٣]، {فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ}⁣[النساء: ٨٨]، {مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَه}⁣[القصص: ٨١]، {فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْه}⁣[الأنفال: ٤٨].

  تمّ كتاب الفاء بتوفيق اللَّه، وللَّه الحمد والمنّة.


(١) انظر الغريب المصنف ورقة ٢٦١ نسخة تركيا.

(٢) الشطر في تفسير الراغب ورقة ١٤٨، دون نسبة. وعجزه:

[يؤوب وأخرى يخبل المال خابله]

وهو في أساس البلاغة: خبل.

(٣) شطر بيت للوزير ابن الزيّات، وعجزه:

[نحمد اللَّه كذا قدّرها]

وقبله:

وهل الدّنيا إذا ما أقبلت ... صيّرت معروفها منكرها

انظر الوافي للصفدي ٤/ ٣٣.