مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رعد

صفحة 357 - الجزء 1

  وباعتبار القطع قيل: رَعَبْتُ السّنام: قطعته. وجارية رُعْبُوبَةٌ: شابّة شطبة تارّة⁣(⁣١)، والجمع الرَّعَابِيبُ.

رعد

  الرَّعْدُ صوت السّحاب، وروي (أنه ملك يسوق السّحاب)⁣(⁣٢). وقيل رَعَدَتِ السّماءُ وبرقت، وأَرْعَدَتْ وأبرقت، ويكنّى بهما عن التّهدّد. ويقال: صلف تحت رَاعِدَةٍ⁣(⁣٣): لمن يقول ولا يحقّق. والرِّعْدِيدُ: المضطرب جبنا، وقيل: أُرْعِدَتْ فرائصه خوفا⁣(⁣٤).

رعى

  الرَّعْيُ في الأصل: حفظ الحيوان، إمّا بغذائه الحافظ لحياته، وإمّا بذبّ العدوّ عنه. يقال:

  رَعَيْتُه، أي: حفظته، وأَرْعَيْتُه: جعلت له ما يرْعَى. والرِّعْيُ: ما يرعاه، والْمَرْعَى: موضع الرّعي، قال تعالى: {كُلُوا وارْعَوْا أَنْعامَكُمْ}⁣[طه: ٥٤]، {أَخْرَجَ مِنْها ماءَها ومَرْعاها}⁣[النازعات: ٣١]، {والَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى}⁣[الأعلى: ٤]، وجعل الرَّعْيُ والرِّعَاءُ للحفظ والسّياسة. قال تعالى: {فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها}⁣[الحديد: ٢٧]، أي: ما حافظوا عليها حقّ المحافظة. ويسمّى كلّ سائس لنفسه أو لغيره رَاعِياً، وروي: «كلَّكم رَاعٍ، وكلَّكم مسؤول عن رَعِيَّتِه»⁣(⁣٥) قال الشاعر:

  ١٩١ - ولا المرعيّ في الأقوام كالرّاعي⁣(⁣٦)

  وجمع الرّاعي رِعَاءٌ ورُعَاةٌ. ومُرَاعَاةُ الإنسان للأمر: مراقبته إلى ما ذا يصير، وما ذا منه يكون، ومنه: رَاعَيْتُ النجوم، قال تعالى: {لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا}⁣[البقرة: ١٠٤]، وأَرْعَيْتُه


(١) الشّطبة: الحسنة، والتارّة: الممتلئة الجسم.

(٢) أخرجه أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي وغيرهم عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول اللَّه فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء

ثم قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة اللَّه موكّل بالسحاب، بيده مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره اللَّه إلخ. انظر: الدر المنثور ٤/ ٦٢١، وعارضة الأحوذي ١١/ ٢٨٤ وقال الترمذي حسن غريب، ومسند أحمد ١/ ٢٧٤.

(٣) هذا مثل يقال للذي يكثر الكلام ولا خير عنده. انظر: المجمل ٢/ ٣٨٥، والمستقصى ٢/ ٩٦.

(٤) راجع: المجمل ٢/ ٣٨٥.

(٥) الحديث عن ابن عمر يقول: قال رسول اللَّه إلخ.

وهو حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري في الأحكام ١٣/ ١٠٠، ومسلم في الإمارة برقم (١٨٢٩)، وانظر شرح السنة ١٠/ ٦١.

(٦) البيت:

ليس قطا مثل قطيّ ولا ال ... مرعيّ في الأقوام كالراعي

وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري، والبيت في المجمل ٢/ ٣٨٤، واللسان (رعى)، والمفضليات ص ٢٨٥، وخاص الخاص ص ٢٠.