مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

اليم

صفحة 893 - الجزء 1

  في غير هذا الكتاب، يقال: اسْتَيْقَنَ وأَيْقَنَ، قال تعالى: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}⁣[الجاثية: ٣٢]، {وفِي الأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ}⁣[الذاريات: ٢٠]، {لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}⁣[البقرة: ١١٨] وقوله ø: {وما قَتَلُوه يَقِيناً}⁣[النساء: ١٥٧] أي: ما قتلوه قتلا تَيَقَّنُوه، بل إنما حكموا تخمينا ووهما.

اليم

  اليَمُّ: البحر. قال تعالى: {فَأَلْقِيه فِي الْيَمِّ}⁣[القصص: ٧] ويَمَّمْتُ كذا، وتَيَمَّمْتُه:

  قصدته، قال تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً}⁣[النساء: ٤٣] وتَيَمَّمْتُه برمحي: قصدته دون غيره. واليَمَامُ: طيرٌ أصغرُ من الورشان، ويَمَامَةُ:

  اسمُ امرأةٍ، وبها سمّيت مدينةُ اليَمَامَةِ.

يمن

  اليَمِينُ: أصله الجارحة، واستعماله في وصف اللَّه تعالى في قوله: {والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه}⁣[الزمر: ٦٧] على حدّ استعمال اليد فيه، وتخصيص اليَمِينِ في هذا المكان، والأرض بالقبضة حيث قال جلّ ذكره: {والأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُه يَوْمَ الْقِيامَةِ}⁣[الزمر: ٦٧](⁣١) يختصّ بما بعد هذا الكتاب. وقوله: {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ}⁣[الصافات: ٢٨] أي: عن الناحية التي كان منها الحقّ، فتصرفوننا عنها، وقوله: {لأَخَذْنا مِنْه بِالْيَمِينِ}⁣[الحاقة: ٤٥] أي: منعناه ودفعناه. فعبّر عن ذلك الأخذ باليَمِينِ كقولك: خذ بِيَمِينِ فلانٍ عن تعاطي الهجاء، وقيل: معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جلّ ذكره: {وأَصْحابُ الْيَمِينِ}⁣[الواقعة: ٢٧] أي: أصحاب السّعادات والمَيَامِنِ، وذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن المَيَامِنِ باليَمِينِ، وعن المشائم بالشّمال. واستعير اليَمِينُ للتَّيَمُّنِ والسعادة، وعلى ذلك {وأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ}⁣[الواقعة: ٩٠ - ٩١]، وعلى هذا حمل:

  ٤٧٧ - إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليَمِينِ⁣(⁣٢)

  واليَمِينُ في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمحالف وغيره. قال تعالى: {أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ}⁣[القلم: ٣٩]، {وأَقْسَمُوا بِالله جَهْدَ أَيْمانِهِمْ}⁣[النور: ٥٣]،


(١) الآية: {والأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُه يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه}.

(٢) البيت للشماخ من قصيدة يمدح بها عرابة الأوسي صاحب رسول اللَّه ÷، ومطلعها:

كلا يومي طوالة وصل أروى ... ظنون آن مطَّرح الظنون

وهو في ديوانه ص ٣٣٦، والأغاني ٨/ ٩٧، ومحاضرات الأدباء ١/ ١٤٢.