مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

جهد

صفحة 208 - الجزء 1

  كان غضّا، قال تعالى: {تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا}⁣[مريم: ٢٥]، وقال تعالى: {وجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ}⁣[الرحمن: ٥٤]، وأَجْنَى الشجر:

  أدرك ثمره، والأرض: كثر جناها، واستعير من ذلك جَنَى فلان جِنَاية كما استعير اجترم.

جهد

  الجَهْدُ والجُهْد: الطاقة والمشقة، وقيل:

  الجَهْد بالفتح: المشقة، والجُهْد: الوسع.

  وقيل: الجهد للإنسان، وقال تعالى: {والَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ}⁣[التوبة: ٧٩]، وقال تعالى: {وأَقْسَمُوا بِالله جَهْدَ أَيْمانِهِمْ}⁣[النور: ٥٣]، أي: حلفوا واجتهدوا في الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما في وسعهم. والاجتهاد: أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمّل المشقة، يقال:

  جَهَدْتُ رأيي وأَجْهَدْتُه: أتعبته بالفكر، والجِهادُ والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجِهَاد ثلاثة أضرب:

  - مجاهدة العدو الظاهر. - ومجاهدة الشيطان.

  - ومجاهدة النفس.

  وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى: {وجاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهادِه}⁣[الحج: ٧٨]، {وجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ الله}⁣[التوبة: ٤١]، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وهاجَرُوا وجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله}⁣[الأنفال: ٧٢]، وقال : «جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم»⁣(⁣١). والمجاهدة تكون باليد واللسان، قال «جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم»⁣(⁣٢).

جهر

  جَهْر يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع.

  أمّا البصر فنحو: رأيته جِهَارا، قال اللَّه تعالى: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً}⁣[البقرة: ٥٥]، {أَرِنَا الله جَهْرَةً}⁣[النساء: ١٥٣]، ومنه: جَهَرَ⁣(⁣٣) البئر واجْتَهَرَهَا: إذا أظهر ماءها.

  وقيل: ما في القوم أحد يجهر عيني⁣(⁣٤).


(١) الحديث ذكره المؤلف في كتاب الذريعة ص ٣٤، ولم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث. ولكن أخرج أحمد في المسند ٦/ ٢٢ عن فضالة بن عبيد أن رسول اللَّه قال: «والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة اللَّه ø»، وأخرجه الترمذي في الزهد ٤/ ١٦٥ وفي الجهاد برقم (١٦٢١) وقال: حسن صحيح، وأخرجه أبو داود في الجهاد برقم (٢٥٠٠).

(٢) الحديث أخرجه ابن حبان برقم (١٦١٨) وصححه، والحاكم ٢/ ٨١ ووافقه الذهبي، وصححه النووي أيضا في رياض الصالحين ص ٥١٥، وأخرجه أبو داود في الجهاد، ورقمه (٢٥٠٤)، والنسائي ٦/ ٧، وأحمد ٣/ ١٢٤، وانظر شرح السنة ١٢/ ٣٧٨، والفتح الكبير ٢/ ٦٢.

(٣) راجع: كتاب الأفعال ٢/ ٣٠٠، والبصائر ١/ ٤٠٤.

(٤) في المجمل: وجهرت الشيء: إذا كان عظيما في عينك.