مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

صير

صفحة 498 - الجزء 1

  على كثير من خلقه، وإضافته إلى اللَّه سبحانه على سبيل الملك، لا على سبيل البعضيّة والتّشبيه، تعالى عن ذلك، وذلك على سبيل التشريف له كقوله: بيت اللَّه، وناقة اللَّه، ونحو ذلك. قال تعالى: {ونَفَخْتُ فِيه مِنْ رُوحِي}⁣[الحجر: ٢٩]، {ويَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ}⁣[النمل: ٨٧]، فقد قيل: هو مثل قرن ينفخ فيه، فيجعل اللَّه سبحانه ذلك سببا لعود الصُّوَرِ والأرواح إلى أجسامها، وروي في الخبر «أنّ الصُّوَرَ فيه صُورَةُ الناس كلَّهم»⁣(⁣١)، وقوله تعالى: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ}⁣(⁣٢) أي: أَمِلْهُنَّ من الصَّوْرِ، أي: الميل، وقيل: قَطِّعْهُنَّ صُورَةً صورة، وقرئ: صرهن⁣(⁣٣) وقيل: ذلك لغتان، يقال: صِرْتُه وصُرْتُه⁣(⁣٤)، وقال بعضهم: صُرْهُنَّ، أي: صِحْ بِهِنَّ، وذكر الخليل أنه يقال: عصفور صَوَّارٌ⁣(⁣٥)، وهو المجيب إذا دعي، وذكر أبو بكر النّقاش⁣(⁣٦) أنه قرئ: (فَصُرَّهُنَّ)⁣(⁣٧) بضمّ الصّاد وتشديد الرّاء وفتحها من الصَّرِّ، أي:

  الشّدّ، وقرئ: (فَصُرَّهُنَّ)⁣(⁣٨) من الصَّرِيرِ، أي: الصّوت، ومعناه: صِحْ بهنّ. والصَّوَارُ:

  القطيع من الغنم اعتبارا بالقطع، نحو: الصّرمة والقطيع، والفرقة، وسائر الجماعة المعتبر فيها معنى القطع.

صير

  الصِّيرُ: الشِّقُّ، وهو المصدرُ، ومنه قرئ: {فَصُرْهُنَّ}⁣(⁣٩)، وصَارَ إلى كذا: انتهى إليه،


= أخرجه أحمد ٢/ ٢٤٤.

وعنه أيضا قال: قال رسول اللَّه : «خلق اللَّه تعالى آدم على صورته، طوله ستون ذراعا» إلخ. أخرجه البخاري في الأنبياء، باب خلق آدم ٦/ ٣٦٢، ومسلم في الجنة برقم (٢٨٤١).

(١) قال ابن الأثير: الصّور: هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل # عند بعث الموتى إلى المحشر.

وقال بعضهم: إنّ الصور جمع صورة، يريد: صور الموتى ينفخ فيه الأرواح، والصحيح الأول. قلت: والذي [استدراك] ذكره المؤلف لم يرد في الحديث، وإنما حكاه الجوهري عن الكلبي في قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} ويقال: هو جمع صورة، مثل: بسر وبسرة، أي: ينفخ في صور الموتى والأرواح. اللسان (صور).

(٢) سورة البقرة: آية ٢٦٠، وهي قراءة حمزة وأبي جعفر ورويس بكسر الصاد.

(٣) وهي قراءة الباقي.

(٤) وصرهن من الصّور، وهو القطع، يقال: صار يصير، وقيل: صرهنّ وصرهنّ لغتان. انظر: الحجة للفارسي ٢/ ٣٩٢، واللسان (صور).

(٥) انظر: المجمل ٢/ ٥٤٥، والعين ٧/ ١٤٩.

(٦) اسمه محمد بن الحسن، مقرئ مفسر له كتاب (شفاء الصدور في التفسير). توفي ٣٥١ هـ.

قال الذهبي: متروك ليس بثقة على جلالته ونبله. راجع: غاية النهاية ٢/ ١١٩، وطبقات المفسرين للسيوطي ص ٨٠.

(٧) كل منهما قراءة شاذة.

(٨) كل منهما قراءة شاذة.

(٩) تقدّمت الإشارة لها.