مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

جرف

صفحة 192 - الجزء 1

  إذا تكلَّف جرعه. قال ø: {يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يُسِيغُه}⁣[إبراهيم: ١٧]، والجُرْعَة: قدر ما يتجرّع، وأفلت بجُرَيْعَة الذّقن⁣(⁣١)، بقدر جرعة من النفس. ونوق مَجَارِيع: لم يبق في ضروعها من اللبن إلا جرع، والجَرَعُ والجَرْعَاء: رمل لا ينبت شيئا كأنّه يتجرع البذر.

جرف

  قال ø: {عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ}⁣[التوبة: ١٠٩]، يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه - أي: يذهب به -: جُرْف، وقد جَرَفَ الدهر ماله، أي: اجتاحه تشبيها به، ورجل جُرَاف: نكحة، كأنه يجرف في ذلك العمل.

جرم

  أصل الجَرْم: قطع الثّمرة عن الشجر، ورجل جَارِم، وقوم جِرَام، وثمر جَرِيم. والجُرَامَة:

  رديء التمر المَجْرُوم، وجعل بناؤه بناء النّفاية، وأَجْرَمَ: صار ذا جرم، نحو: أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامّة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره: جَرْم، وقول الشاعر في صفة عقاب:

  ٩١ - جريمة ناهض في رأس نيق⁣(⁣٢)

  فإنه سمّى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور، أو لأنّه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم: ما ذو ولد - وإن كان بهيمة - إلا ويذنب لأجل أولاده.

  - فمن الإجرام قوله ø: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}⁣[المطففين: ٢٩]، وقال تعالى: {فَعَلَيَّ إِجْرامِي}⁣[هود: ٣٥]، وقال تعالى: {كُلُوا وتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ}⁣[المرسلات: ٤٦]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وسُعُرٍ}⁣[القمر: ٤٧]، وقال ø: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ}⁣[الزخرف: ٧٤].

  - ومن جَرَم، قال تعالى: {لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ}⁣[هود: ٨٩]، فمن قرأ بالفتح⁣(⁣٣) فنحو: بغيته مالا، ومن ضمّ⁣(⁣٤) فنحو:


(١) الجريعة: تصغير الجرعة، وهو آخر ما يخرج من النفس. وقال أبو زيد: يراد أنه كان قريبا من الهلاك كقرب الجرعة من الذقن. راجع: الغريبين ١/ ٣٤١، والنهاية ١/ ٢٦١، والمجمل ١/ ١٨٤.

(٢) الشطر لأبي خراش الهذلي، وعجزه:

ترى لعظام ما جمعت صليبا

وهو في ديوان الهذليين ٢/ ١٣٣، واللسان (جرم)، والمجمل ١/ ١٨٤، وشمس العلوم ١/ ٣١٠، وديوان الأدب ١/ ٣٩٩.

(٣) أي: فتح الياء وهو قراءة الجميع.

(٤) وهو الأعمش وقراءته شاذة.