مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فز

صفحة 635 - الجزء 1

  يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ}⁣[يونس: ٦٠]، {أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ الله}⁣[يونس: ٣٧]، {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ}⁣[هود: ٥٠]، وقوله: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا}⁣[مريم: ٢٧]، قيل: معناه عظيما⁣(⁣١). وقيل: عجيبا⁣(⁣٢). وقيل: مصنوعا⁣(⁣٣).

  وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد.

فز

  قال تعالى: {واسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}⁣[الإسراء: ٦٤]، أي: أزعج، وقال تعالى: {فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأَرْضِ}⁣[الإسراء: ١٠٣]، أي: يزعجهم، وفَزَّنِي فلان، أي: أزعجني، والْفَزُّ: ولد البقرة، وسمّي بذلك لما تصوّر فيه من الخفّة، كما يسمّى عجلا لما تصوّر فيه من العجلة.

فزع

  الفَزَعُ: انقباض ونفار يعتري الإنسان من الشيء المخيف، وهو من جنس الجزع، ولا يقال: فَزِعْتُ من اللَّه، كما يقال: خفت منه.

  وقوله تعالى: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ}⁣[الأنبياء: ١٠٣]، فهو الفزع من دخول النار.

  {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ ومَنْ فِي الأَرْضِ}⁣[النمل: ٨٧]، {وهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}⁣[النمل: ٨٩]، وقوله تعالى: {حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}⁣[سبأ: ٢٣]، أي: أزيل عنها الفزع، ويقال: فَزِعَ إليه: إذا استغاث به عند الفزع، وفَزِعَ له: أغاثه. وقول الشاعر:

  ٣٥١ - كنّا إذا ما أتانا صارخ فَزِعٌ⁣(⁣٤)

  أي: صارخ أصابه فزع، ومن فسّره بأنّ معناه المستغيث، فإنّ ذلك تفسير للمقصود من الكلام لا للفظ الفزع.

فسح

  الفُسْحُ والْفَسِيحُ: الواسع من المكان، والتَّفَسُّحُ: التّوسّع، يقال: فَسَّحْتُ مجلسه فَتَفَسَّحَ فيه. قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ الله لَكُمْ}⁣[المجادلة: ١١]، ومنه قيل: فَسَّحْتُ لفلان أن يفعل كذا، كقولك: وسّعت له، وهو في فُسْحَةٍ من هذا الأمر.


(١) انظر: تذكرة الأريب ١/ ٣٢٩، وتفسير القرطبي ١١/ ٩٩.

(٢) انظر: مجاز القرآن ٢/ ٦.

(٣) انظر: غريب القرآن وتفسيره ص ٢٣٨.

(٤) شطر بيت لسلامة بن جندل، وعجزه:

كان الصّراخ له قرع الظنابيب

وهو من مفضليته التي مطلعها:

أودى الشباب حميدا ذو التعاجيب ... أودى، وذلك شأو غير مطلوب

وهو في ديوانه ص ١٢٣، والمفضليات ص ١٢٤.