مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طعن

صفحة 520 - الجزء 1

  المياه، واسْتَطْعَمَه فَأْطْعَمَه. قال تعالى: {اسْتَطْعَما أَهْلَها}⁣[الكهف: ٧٧]، {وأَطْعِمُوا الْقانِعَ والْمُعْتَرَّ}⁣[الحج: ٣٦]، {ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ}⁣[الإنسان: ٨]، {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ الله أَطْعَمَه}⁣[يس: ٤٧]، {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}⁣[قريش: ٤]، {وهُوَ يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ}⁣[الأنعام: ١٤]، {وما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ}⁣[الذاريات: ٥٧]، وقال عليه الصلاة والسلام:

  «إذا اسْتَطْعَمَكُمُ الإمامُ فَأَطْعِمُوه»⁣(⁣١) أي: إذا استفتحكم عند الارتياج فلقّنوه، ورجلٌ طَاعِمٌ:

  حَسَنُ الحالِ، ومُطْعَمٌ: مرزوقٌ، ومِطْعَامٌ: كثيرُ الإِطْعَامِ، ومِطْعَمٌ: كثيرُ الطَّعْمِ، والطُّعْمَةُ: ما يُطْعَمُ.

طعن

  الطَّعْنُ: الضّربُ بالرّمح وبالقرن وما يجري مجراهما، وتَطَاعَنُوا، واطَّعَنُوا، واستعير للوقيعة.

  قال تعالى: {وطَعْناً فِي الدِّينِ}⁣[النساء: ٤٦]، {وطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ}⁣[التوبة: ١٢].

طغى

  طَغَوْتُ وطَغَيْتُ⁣(⁣٢) طَغَوَاناً وطُغْيَاناً، وأَطْغَاه كذا: حمله على الطُّغْيَانِ، وذلك تجاوز الحدّ في العصيان. قال تعالى: {اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّه طَغى}⁣[النازعات: ١٧]، {إِنَّ الإِنْسانَ لَيَطْغى}⁣[العلق: ٦]، وقال: {قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى}⁣[طه: ٤٥]، {ولا تَطْغَوْا فِيه فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي}⁣[طه: ٨١]، وقال تعالى: {فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وكُفْراً}⁣[الكهف: ٨٠]، {فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}⁣[البقرة: ١٥]، {إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً}⁣[الإسراء: ٦٠]، {وإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ}⁣[ص: ٥٥]، {قالَ قَرِينُه رَبَّنا ما أَطْغَيْتُه}⁣[ق: ٢٧]، والطَّغْوَى الاسمُ منه. قال تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها}⁣[الشمس: ١١]، تنبيها أنهم لم يصدّقوا إذا خوّفوا بعقوبة طُغْيَانِهِمْ.

  وقوله: {هُمْ أَظْلَمَ وأَطْغى}⁣[النجم: ٥٢]، تنبيها أنّ الطُّغْيَان لا يخلَّص الإنسان، فقد كان قوم نوح أَطْغَى منهم فأهلكوا. وقوله: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ}⁣[الحاقة: ١١]، فاستعير الطُّغْيَانُ فيه لتجاوز الماء الحدّ، وقوله: {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ}⁣[الحاقة: ٥]، فإشارة إلى الطَّوفان المعبّر عنه بقوله: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ}⁣[الحاقة: ١١]، والطَّاغُوتُ عبارةٌ عن كلِّ متعدٍّ، وكلِّ معبود


(١) قال ابن الأثير: أي: إذا أرتج عليه في قراءة الصلاة واستفتحكم فافتحوا عليه ولقنوه، وهو من باب التمثيل، تشبيها بالطعام، كأنهم يدخلون القراءة في فيه كما يدخل الطعام. النهاية ٣/ ١٢٧.

وهذا ليس من كلام النبي كما ذكره المؤلف، وإنما هو من كلام عليّ بن أبي طالب. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ٣٢٥، والمجموع المغيث ٢/ ٣٥٣.

(٢) انظر: اللسان (طغا)، وعمدة الحفاظ: طغا.