مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ندا

صفحة 796 - الجزء 1

  اللَّذان يخرج منهما النَّخِيرُ نُخْرَتَاه، ومِنْخَرَاه، والنَّخُورُ: النّاقَةُ التي لا تَدِرُّ أو يُدْخَل الأصبعُ في مِنْخَرِهَا، والنَّاخِرُ: من يَخْرُجُ منه النَّخِيرُ، ومنه:

  ما بِالدَّارِ نَاخِرٌ⁣(⁣١).

نخل

  النَّخْلُ معروف، وقد يُستعمَل في الواحد والجمع. قال تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ}⁣[القمر: ٢٠] وقال: {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ}⁣[الحاقة: ٧]، {ونَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ}⁣[الشعراء: ١٤٨]، {والنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ}⁣[ق: ١٠] وجمعه: نَخِيلٌ، قال: {ومِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ}⁣[النحل: ٦٧] والنَّخْلُ نَخْل الدّقيق بِالْمُنْخُل، وانْتَخَلْتُ الشيءَ: انتقيتُه فأخذْتُ خِيارَه.

ندد

  نَدِيدُ الشيءِ: مُشارِكه في جَوْهَره، وذلك ضربٌ من المُماثلة، فإنّ المِثْل يقال في أيِّ مشاركةٍ كانتْ، فكلّ نِدٍّ مثلٌ، وليس كلّ مثلٍ نِدّاً، ويقال: نِدُّه ونَدِيدُه ونَدِيدَتُه، قال تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّه أَنْداداً}⁣[البقرة: ٢٢]، {ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ الله أَنْداداً}⁣[البقرة: ١٦٥]، {وتَجْعَلُونَ لَه أَنْداداً}⁣[فصلت: ٩] وقرئ: {يوم التَّنَادِّ}⁣[غافر: ٣٢](⁣٢) أي: يَنِدُّ بعضُهم من بعض. نحو: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيه}⁣[عبس: ٣٤].

ندم

  النَّدْمُ والنَّدَامَةُ: التَّحَسُّر من تغيُّر رأي في أمر فَائِتٍ. قال تعالى: {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}⁣[المائدة: ٣١] وقال: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ}⁣[المؤمنون: ٤٠] وأصله من مُنَادَمَةِ الحزن له. والنَّدِيمُ والنَّدْمَانُ والْمُنَادِمُ يَتَقَارَبُ.

  قال بعضهم: المُنْدَامَةُ والمُدَاوَمَةُ يتقاربان. وقال بعضهم: الشَّرِيبَانِ سُمِّيَا نَدِيمَيْنِ لما يتعقّبُ أحوالَهما من النَّدَامَةِ على فعليهما.

ندا

  النِّدَاءُ: رفْعُ الصَّوت وظُهُورُه، وقد يقال ذلك للصَّوْت المجرَّد، وإيّاه قَصَدَ بقوله: {ومَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً ونِداءً}⁣[البقرة: ١٧١] أي: لا يعرف إلَّا الصَّوْت المجرَّد دون المعنى الذي يقتضيه تركيبُ الكلام. ويقال للمركَّب الذي يُفْهَم منه المعنى ذلك، قال تعالى: {وإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى}⁣[الشعراء: ١٠] وقوله: {وإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ}⁣[المائدة: ٥٨]، أي: دَعَوْتُمْ، وكذلك: {إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}⁣[الجمعة: ٩] ونِدَاءُ الصلاة مخصوصٌ في


(١) أي: ما بها أحد. انظر: المجمل ٣/ ٨٦٠، والبصائر ٥/ ٣٠.

(٢) وهي قراءة شاذة، قرأ بها ابن عباس والضحاك والأعرج وأبو صالح بتشديد الدال. انظر: البصائر ٥/ ٣١.