مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رقد

صفحة 362 - الجزء 1

  المركوب⁣(⁣١)، فقيل: فلان يربط كذا رأسا، وكذا ظهرا، قال تعالى: {ومَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}⁣[النساء: ٩٢]، وقال: {وفِي الرِّقابِ}⁣[البقرة: ١٧٧]، أي: المكاتبين منهم، فهم الذين تصرف إليهم الزكاة. ورَقَبْتُه:

  أصبت رقبته، ورَقَبْتُه: حفظته. والرَّقِيبُ:

  الحافظ، وذلك إمّا لمراعاته رقبة المحفوظ، وإما لرفعه رقبته، قال تعالى: {وارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ}⁣[هود: ٩٣]، وقال تعالى: {إِلَّا لَدَيْه رَقِيبٌ عَتِيدٌ}⁣[ق: ١٨]، وقال: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ ولا ذِمَّةً}⁣[التوبة: ١٠]، والْمَرْقَبُ:

  المكان العالي الذي يشرف عليه الرقيب، وقيل لحافظ أصحاب الميسر الذين يشربون بالقداح رَقِيبٌ، وللقدح الثالث رَقِيبٌ، وتَرَقَّبَ: احترز راقبا، نحو قوله: {فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ}⁣[القصص: ٢١]، والرَّقُوبُ: المرأة التي تَرْقُبُ موت ولدها، لكثرة من مات لها من الأولاد، والناقة التي ترقب أن يشرب صواحبها، ثمّ تشرب، وأَرْقَبْتُ فلانا هذه الدار هو: أن تعطيه إيّاها لينتفع بها مدّة حياته، فكأنه يرقب موته، وقيل لتلك الهبة: الرُّقْبَى والعمرى.

رقد

  الرُّقَادُ: المستطاب من النّوم القليل. يقال: رَقَدَ رُقُوداً، فهو رَاقِدٌ، والجمع الرُّقُودُ، قال تعالى: {وهُمْ رُقُودٌ}⁣[الكهف: ١٨]، وإنما وصفهم بالرّقود - مع كثرة منامهم - اعتبارا بحال الموت، وذاك أنه اعتقد فيهم أنهم أموات، فكان ذلك النوم قليلا في جنب الموت. وقال تعالى: {يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا}⁣[يس: ٥٢]، وأَرْقَدَ الظَّليم: أسرع، كأنّه رفض رُقَاده.

رقم

  الرَّقْمُ: الخطَّ الغليظ، وقيل: هو تعجيم الكتاب. وقوله تعالى: {كِتابٌ مَرْقُومٌ}⁣[المطففين: ٩]، حمل على الوجهين، وفلان يَرْقُمُ في الماء⁣(⁣٢)، يضرب مثلا للحذق في الأمور، وأصحاب الرَّقِيمِ⁣(⁣٣)، قيل: اسم مكان، وقيل: نسبوا إلى حجر رُقِمَ فيه أسماؤهم، ورَقْمَتَا الحمار: للأثر الذي على عضديه، وأرض مَرْقُومَةٌ: بها أثر نبات، تشبيها بما عليه أثر الكتاب، والرُّقْمِيَّاتُ: سهام منسوبة إلى موضع بالمدينة.


(١) قال ابن منظور: والظَّهر: الرّكاب التي تحمل الأثقال في السفر، لحملها إياها على ظهورها. انظر: اللسان (ظهر).

(٢) قال الزمخشري: ومن المجاز: هو يرقم في الماء، ويرقم حيث لا يثبت الرقم، مثل في الذي يعمل ما لا يعمله أحد لحذقه ورفقه. انظر: أساس البلاغة ص ١٧٤، والمجمل ٢/ ٣٩٣.

(٣) هم الذين قال اللَّه فيهم: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ والرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً} الكهف: ٩. وانظر أخبارهم في الدر المنثور ٥/ ٣٦٨ - ٣٧٠.