مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حنك

صفحة 260 - الجزء 1

  كتثنية لبيّك وسعديك، {ويَوْمَ حُنَيْنٍ}⁣[التوبة: ٢٥]، منسوب إلى مكان معروف.

حنث

  قال اللَّه تعالى: {وكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ}⁣[الواقعة: ٤٦]، أي: الذّنب المؤثم، وسمّي اليمين الغموس حنثا لذلك، وقيل: حَنِثَ⁣(⁣١) في يمينه إذا لم يف بها، وعبّر بالحِنْثِ عن البلوغ، لمّا كان الإنسان عنده يؤخذ بما يرتكبه خلافا لما كان قبله، فقيل: بلغ فلان الحنث. والمُتَحَنِّث: النافض عن نفسه الحنث، نحو: المتحرّج والمتأثّم.

حنجر

  قال تعالى: {لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ}⁣[غافر: ١٨]، وقال ø: {وبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ}⁣[الأحزاب: ١٠]، جمع حَنْجَرَة، وهي رأس الغلصمة من خارج.

حنذ

  قال تعالى: {جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}⁣[هود: ٦٩]، أي: مشويّ بين حجرين، وإنّما يفعل ذلك لتتصبّب عنه اللَّزوجة التي فيه، وهو من قولهم: حَنَذْتُ الفرس: استحضرته شوطا أو شوطين، ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق⁣(⁣٢)، وهو محنوذ وحَنِيذ، وقد حَنَذَتْنَا الشّمسُ⁣(⁣٣)، ولمّا كان ذلك خروج ماء قليل قيل: إذا سَقَيْتَ الخَمْرَ فَأَحْنِذْ⁣(⁣٤)، أي: قلَّل الماء فيها، كالماء الذي يخرج من العرق والحنيذ.

حنف

  الحَنَفُ: هو ميل عن الضّلال إلى الاستقامة، والجنف: ميل عن الاستقامة إلى الضّلال، والحَنِيف هو المائل إلى ذلك، قال ø: {قانِتاً لِلَّه حَنِيفاً}⁣[النحل: ١٢٠]، وقال: {حَنِيفاً مُسْلِماً}⁣[آل عمران: ٦٧]، وجمعه حُنَفَاء، قال ø: {واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّه}⁣[الحج: ٣٠ - ٣١]، وتَحَنَّفَ فلان، أي:

  تحرّى طريق الاستقامة، وسمّت العرب كلّ من حجّ أو اختتن حنيفا، تنبيها أنّه على دين إبراهيم ، والأحنف: من في رجله ميل، قيل: سمّي بذلك على التّفاؤل، وقيل: بل استعير للميل المجرّد.

حنك

  الحَنَكُ: حنك الإنسان والدّابّة، وقيل لمنقار الغراب: حَنَكٌ، لكونه كالحنك من الإنسان، وقيل: أسود مثل حنك الغراب، وحللك الغراب، فحنكه: منقاره، وحلكه: سوادّ ريشه، وقوله


(١) انظر: الأفعال ١/ ٤١١.

(٢) انظر: المجمل ١/ ٢٥٤.

(٣) أي: أحرقتنا.

(٤) انظر: أساس البلاغة ص ٩٧، والمجمل ص ٢٥٥.