مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

برأ

صفحة 121 - الجزء 1

بره

  البُرْهَان: بيان للحجة، وهو فعلان مثل:

  الرّجحان والثنيان، وقال بعضهم: هو مصدر بَرِه يَبْرَه: إذا ابيضّ، ورجل أَبْرَه وامرأة بَرْهَاءُ، وقوم بُرْه، وبَرَهْرَهَة⁣(⁣١): شابة بيضاء.

  والبُرْهَة: مدة من الزمان، فالبُرْهَان أوكد الأدلَّة، وهو الذي يقتضي الصدق أبدا لا محالة، وذلك أنّ الأدلة خمسة أضرب:

  - دلالة تقتضي الصدق أبدا.

  - ودلالة تقتضي الكذب أبدا.

  - ودلالة إلى الصدق أقرب.

  - ودلالة إلى الكذب أقرب.

  - ودلالة هي إليهما سواء.

  قال تعالى: {قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}⁣[البقرة: ١١١]، {قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ}⁣[الأنبياء: ٢٤]، {قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[النساء: ١٧٤].

برأ

  أصل البُرْءِ والبَرَاءِ والتَبَرِّي: التقصّي مما يكره مجاورته، ولذلك قيل: بَرَأْتُ⁣(⁣٢) من المرض وبَرِئْتُ من فلان وتَبَرَّأْتُ وأَبْرَأْتُه من كذا، وبَرَّأْتُه، ورجل بَرِيءٌ، وقوم بُرَآء وبَرِيئُون.

  قال ø: {بَراءَةٌ مِنَ الله ورَسُولِه}⁣[التوبة: ١]، {أَنَّ الله بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ورَسُولُه}⁣[التوبة: ٣]، وقال: {أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}⁣[يونس: ٤١]، {إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ ومِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله}⁣[الممتحنة: ٤]، {وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لأَبِيه وقَوْمِه إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}⁣[الزخرف: ٢٦]، {فَبَرَّأَه الله مِمَّا قالُوا}⁣[الأحزاب: ٦٩]، وقال: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}⁣[البقرة: ١٦٦].

  والبارئ خصّ بوصف اللَّه تعالى، نحو قوله: {الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ}⁣[الحشر: ٢٤]، وقوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ}⁣[البقرة: ٥٤]، والبَرِيَّة: الخلق، قيل: أصله الهمز فترك⁣(⁣٣)، وقيل: بل ذلك من قولهم: بريت العود، وسمّيت بريّة لكونها مبريّة من البرى⁣(⁣٤) أي: التراب،


(١) انظر: المجموع المغيث ١/ ١٥٣.

(٢) قال الصاغاني: وبرئت من المرض برءا، وأهل الحجاز يقولون: برأت من المرض برءا، وكلهم يقولون في المستقبل يبرأ انظر: العباب (برا).

(٣) انظر: المجمل ١/ ١٢٢، والعباب (برأ) ١/ ٥٢، واللسان (برأ).

(٤) انظر: اللسان (برأ) ١/ ٣١.