مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بهت

صفحة 148 - الجزء 1

  وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همّه مصروفا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكَّر في غده. قال تعالى: {وقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله وقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ الله}⁣[التوبة: ٣٠].

  وقال تعالى: {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي}⁣[هود: ٤٥]، {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ}⁣[يوسف: ٨١]، وجمع ابْن: أَبْنَاء وبَنُون، قال ø: {وجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وحَفَدَةً}⁣[النحل: ٧٢]، وقال ø: {يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ}⁣[يوسف: ٦٧]، {يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٣١]، {يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ}⁣[الأعراف: ٢٧]، ويقال في مؤنث ابن: ابْنَة وبِنْت، وقوله تعالى: {هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}⁣[هود: ٧٨]، وقوله: {لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ}⁣[هود: ٧٩]، فقد قيل: خاطب بذلك أكابر القوم وعرض عليهم بناته⁣(⁣١) لا أهل قريته كلهم، فإنه محال أن يعرض بنات له قليلة على الجمّ الغفير، وقيل: بل أشار بالبنات إلى نساء أمته، وسماهنّ بنات له لكون كلّ نبيّ بمنزلة الأب لأمته، بل لكونه أكبر وأجل الأبوين لهم كما تقدّم في ذكر الأب، وقوله تعالى: {ويَجْعَلُونَ لِلَّه الْبَناتِ}⁣[النحل: ٥٧]، هو قولهم عن اللَّه: إنّ الملائكة بنات اللَّه.

بهت

  قال اللَّه ø: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}⁣[البقرة: ٢٥٨]، أي: دهش وتحيّر، وقد بَهَتَه.

  قال ø: {هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ}⁣[النور: ١٦] أي: كذب يبهت سامعه لفظاعته. قال تعالى: {ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَه بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وأَرْجُلِهِنَّ}⁣[الممتحنة: ١٢]، كناية عن الزنا⁣(⁣٢)، وقيل: بل ذلك لكل فعل مستبشع يتعاطينه باليد والرّجل من تناول ما لا يجوز والمشي إلى ما يقبح، ويقال: جاء بالبَهِيتَةِ، أي:

  بالكذب.

بهج

  البَهْجَة: حسن اللون وظهور السرور، وفيه قال ø: {حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ}⁣[النمل: ٦٠]، وقد بَهُجَ فهو بَهِيج، قال: {وأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}⁣[ق: ٧]، ويقال: بَهِجٍ، كقول الشاعر:

  ٦٩ - ذات خلق بهج⁣(⁣٣)

  ولا يجيء منه بهوج، وقد ابْتَهَجَ بكذا، أي:


(١) وهذا قول حذيفة بن اليمان فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم. وانظر: الدر المنثور ٤/ ٤٥٨.

(٢) وهذا بعيد لأن الزنا ذكر في أول الآية، وقال ابن عباس: كانت الحرة يولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما. راجع: الدر المنثور ٨/ ١٤١.

(٣) لم أجده.