مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

توراة

صفحة 168 - الجزء 1

  {قُلْ لَوْ شاءَ الله ما تَلَوْتُه عَلَيْكُمْ}⁣[يونس: ١٦]، {وإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُه زادَتْهُمْ إِيماناً}⁣[الأنفال: ٢]، فهذا بالقراءة، وكذلك: {واتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ}⁣[الكهف: ٢٧]، {واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ}⁣[المائدة: ٢٧]، {فَالتَّالِياتِ ذِكْراً}⁣[الصافات: ٣].

  وأمّا قوله: {يَتْلُونَه حَقَّ تِلاوَتِه}⁣[البقرة: ١٢١] فاتباع له بالعلم والعمل، {ذلِكَ نَتْلُوه عَلَيْكَ مِنَ الآياتِ والذِّكْرِ الْحَكِيمِ}⁣[آل عمران: ٥٨] أي: ننزله، {واتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ}⁣[البقرة: ١٠٢]، واستعمل فيه لفظ التلاوة لما كان يزعم الشيطان أنّ ما يتلونه من كتب اللَّه. والتِّلَاوَة والتَّلِيَّة: بقية مما يتلى، أي: يتّبع.

  وأَتليته أي: أبقيت⁣(⁣١) منه تلاوة، أي: تركته قادرا على أن يتلوه، وأَتْلَيْتُ فلانا على فلان بحق، أي: أحلته عليه، ويقال: فلان يَتْلُو على فلان ويقول عليه، أي: يكذب عليه، قال: {ويَقُولُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ}⁣[آل عمران: ٧٥] ويقال: لا دَرِيَ ولا تَلِيَ، و «لا دَرَيْتَ ولا تَلِيتَ»⁣(⁣٢) وأصله ولا تلوت، فقلب للمزاوجة كما قيل:

  «مأزورات غير مأجورات»⁣(⁣٣) وإنما هو موزورات.

تمَّ

  تَمَام الشيء: انتهاؤه إلى حدّ لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص: ما يحتاج إلى شيء خارج عنه. ويقال ذلك للمعدود والممسوح، تقول: عدد تَامٌّ وليل تام، قال: {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}⁣[الأنعام: ١١٥]، {والله مُتِمُّ نُورِه}⁣[الصف: ٨]، {وأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّه}⁣[الأعراف: ١٤٢].

توراة

  التوراة التاء فيه مقلوب، وأصله من الورى، وبناؤها عند الكوفيين: ووراة، تفعلة⁣(⁣٤)، وقال بعضهم: هي تفعلة نحو تنفلة⁣(⁣٥)، وليس في كلامهم تفعلة اسما. وعند البصريين وورية، هي فوعلة نحو حوصلة. قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً ونُورٌ}⁣[المائدة: ٤٤]، {ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ ومَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ}⁣[الفتح: ٢٩].

تارة

  {أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيه تارَةً أُخْرى}⁣[الإسراء: ٦٩]،


(١) وفي نسخة: أتبعته من التلاوة.

(٢) الحديث تقدّم ص ٨٤.

(٣) هذا حديث مرويّ عن عليّ عن النبي ، وقد أخرجه ابن ماجة في باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز ١/ ٥٠٣ وقال في الزوائد: في إسناده دينار بن عمر وقد ضعّف، فالحديث ضعيف. وراجع شرح السنة ٥/ ٤٦٥.

(٤) قال في اللسان: التوراة عند أبي العباس تفعلة، وعند الفارسي فوعلة، قال: لقلَّة تفعلة في الأسماء وكثرة فوعلة.

(٥) انظر: معاني القرآن للزجاج ١/ ٣٧٤. والتّنفلة: أنثى الثعلب.