توراة
  {قُلْ لَوْ شاءَ الله ما تَلَوْتُه عَلَيْكُمْ}[يونس: ١٦]، {وإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُه زادَتْهُمْ إِيماناً}[الأنفال: ٢]، فهذا بالقراءة، وكذلك: {واتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ}[الكهف: ٢٧]، {واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ}[المائدة: ٢٧]، {فَالتَّالِياتِ ذِكْراً}[الصافات: ٣].
  وأمّا قوله: {يَتْلُونَه حَقَّ تِلاوَتِه}[البقرة: ١٢١] فاتباع له بالعلم والعمل، {ذلِكَ نَتْلُوه عَلَيْكَ مِنَ الآياتِ والذِّكْرِ الْحَكِيمِ}[آل عمران: ٥٨] أي: ننزله، {واتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ}[البقرة: ١٠٢]، واستعمل فيه لفظ التلاوة لما كان يزعم الشيطان أنّ ما يتلونه من كتب اللَّه. والتِّلَاوَة والتَّلِيَّة: بقية مما يتلى، أي: يتّبع.
  وأَتليته أي: أبقيت(١) منه تلاوة، أي: تركته قادرا على أن يتلوه، وأَتْلَيْتُ فلانا على فلان بحق، أي: أحلته عليه، ويقال: فلان يَتْلُو على فلان ويقول عليه، أي: يكذب عليه، قال: {ويَقُولُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ}[آل عمران: ٧٥] ويقال: لا دَرِيَ ولا تَلِيَ، و «لا دَرَيْتَ ولا تَلِيتَ»(٢) وأصله ولا تلوت، فقلب للمزاوجة كما قيل:
  «مأزورات غير مأجورات»(٣) وإنما هو موزورات.
تمَّ
  تَمَام الشيء: انتهاؤه إلى حدّ لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص: ما يحتاج إلى شيء خارج عنه. ويقال ذلك للمعدود والممسوح، تقول: عدد تَامٌّ وليل تام، قال: {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}[الأنعام: ١١٥]، {والله مُتِمُّ نُورِه}[الصف: ٨]، {وأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّه}[الأعراف: ١٤٢].
توراة
  التوراة التاء فيه مقلوب، وأصله من الورى، وبناؤها عند الكوفيين: ووراة، تفعلة(٤)، وقال بعضهم: هي تفعلة نحو تنفلة(٥)، وليس في كلامهم تفعلة اسما. وعند البصريين وورية، هي فوعلة نحو حوصلة. قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً ونُورٌ}[المائدة: ٤٤]، {ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ ومَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ}[الفتح: ٢٩].
تارة
  {أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيه تارَةً أُخْرى}[الإسراء: ٦٩]،
(١) وفي نسخة: أتبعته من التلاوة.
(٢) الحديث تقدّم ص ٨٤.
(٣) هذا حديث مرويّ عن عليّ عن النبي ﷺ، وقد أخرجه ابن ماجة في باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز ١/ ٥٠٣ وقال في الزوائد: في إسناده دينار بن عمر وقد ضعّف، فالحديث ضعيف. وراجع شرح السنة ٥/ ٤٦٥.
(٤) قال في اللسان: التوراة عند أبي العباس تفعلة، وعند الفارسي فوعلة، قال: لقلَّة تفعلة في الأسماء وكثرة فوعلة.
(٥) انظر: معاني القرآن للزجاج ١/ ٣٧٤. والتّنفلة: أنثى الثعلب.