مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

جب

صفحة 182 - الجزء 1

كتاب الجيم

جبَّ

  قال اللَّه تعالى: {وأَلْقُوه فِي غَيابَتِ الْجُبِّ}⁣[يوسف: ١٠]، أي: بئر لم تطو، وتسميته بذلك إمّا لكونه محفورا في جَبُوب، أي: في أرض غليظة، وإمّا لأنه قد جبّ، والجَبُّ: قطع الشيء من أصله كجبّ النّخل، وقيل: زمن الجِبَاب، نحو: زمن الصّرام، وبعير أَجَبُّ: مقطوع السنام⁣(⁣١)، وناقة جَبَّاء، وذلك نحو: أقطع وقطعاء، للمقطوع اليد، وخصي مَجْبُوب:

  مقطوع الذّكر من أصله، والجُبَّة التي هي اللباس منه، وبه شبّه ما دخل فيه الرمح من السنان، والجُبَاب: شيء يعلو ألبان الإبل، وجَبَّتِ المرأة النساء حسنا: إذا غلبتهن، استعارة من الجبّ الذي هو القطع، وذلك كقولهم: قطعته في المناظرة والمنازعة، وأمّا الجُبْجُبَة⁣(⁣٢) فليست من ذلك، بل سميت به لصوتها المسموع منها.

جبت

  قال اللَّه تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ والطَّاغُوتِ}⁣[النساء: ٥١]، الجِبْتُ⁣(⁣٣) والجبس: الفسل⁣(⁣٤) الذي لا خير فيه⁣(⁣٥)، وقيل:

  التاء بدل من السين، تنبيها على مبالغته في الفسولة، كقول الشاعر:

  ٨٧ - عمرو بن يربوع شرار النّاس⁣(⁣٦)

  أي: خساس الناس، ويقال لكلّ ما عبد من


(١) انظر: البصائر ١/ ٣٥٨.

(٢) قال في اللسان (والجبجبة) وعاء يتخذ من أدم يسقى فيه الإبل، وينقع فيه الهبيد.

(٣) قال الجوهري: وهذا ليس من محض العربية، لاجتماع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذولقي.

(٤) في اللسان: الفسل: الرذل والنذل الذي لا مروة له.

(٥) انظر: البصائر ١/ ٣٥٩.

(٦) هذا عجز بيت، وشطره الأول:

يا قبّح اللَّه بني السّعلاة

وهو لعلباء بن أرقم، وهو في اللسان (نوت)، والبصائر ١/ ٣٥٩، والخصائص ٢/ ٥٣، والجمهرة ٣/ ٣٢.