جسس
  هي المكافأة، وهي المقابلة من كل واحد من الرجلين، والمكافأة هي: مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها. ونعمة اللَّه تتعالى عن ذلك، ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في اللَّه ø(١)، وهذا ظاهر.
جسس
  قال اللَّه تعالى: {ولا تَجَسَّسُوا}[الحجرات: ١٢]، أصل الجَسِّ: مسُّ العرق وتعرّف نبضه للحكم به على الصحة والسقم، وهو أخص من الحسّ، فإنّ الحس تعرّف ما يدركه الحس. والجَسُّ: تعرّف حال ما من ذلك، ومن لفظ الجسّ اشتق الجاسوس(٢).
جسد
  الجَسَد كالجسم لكنه أخصّ، قال الخليل |: لا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض(٣) ونحوه، وأيضا فإنّ الجسد ما له لون، والجسم يقال لما لا يبين له لون، كالماء والهواء.
  وقوله ø: {وما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ}[الأنبياء: ٨]، يشهد لما قال الخليل، وقال: {عِجْلًا جَسَداً لَه خُوارٌ}[طه: ٨٨]، وقال تعالى: {وأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّه جَسَداً ثُمَّ أَنابَ}[ص: ٣٤].
  وباعتبار اللون قيل للزعفران: جِسَاد، وثوب مِجْسَد: مصبوغ بالجساد(٤)، والمِجْسَد: الثوب الذي يلي الجسد، والجَسَد والجَاسِد والجَسِد من الدم ما قد يبس.
جسم
  الجسم: ما له طول وعرض وعمق، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع ما قطع، وجزّئ ما قد جزئ. قال اللَّه تعالى: {وزادَه بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ والْجِسْمِ}[البقرة: ٢٤٧]، {وإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ}[المنافقون: ٤]، تنبيها أن لا وراء الأشباح معنى معتدّ به، والجُسْمَان قيل: هو الشخص، والشخص قد يخرج من كونه شخصا بتقطيعه وتجزئته بخلاف الجسم.
جعل
  جَعَلَ: لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعمّ من فعل وصنع وسائر أخواتها، ويتصرّف على خمسة أوجه:
  الأول: يجري مجرى صار وطفق فلا يتعدّى، نجو جعل زيد يقول كذا(٥)، قال الشاعر:
(١) راجع: البصائر ١/ ٣٨١.
(٢) وهذا الفصل منقول حرفيا في البصائر، انظر: ١/ ٣٨٢.
(٣) انظر: العين ٦/ ٤٧.
(٤) انظر: العين ٦/ ٤٨.
(٥) وهذا الباب نقل السيوطي جلَّه في الإتقان ٢/ ٢١٠.