مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

جسس

صفحة 196 - الجزء 1

  هي المكافأة، وهي المقابلة من كل واحد من الرجلين، والمكافأة هي: مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها. ونعمة اللَّه تتعالى عن ذلك، ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في اللَّه ø(⁣١)، وهذا ظاهر.

جسس

  قال اللَّه تعالى: {ولا تَجَسَّسُوا}⁣[الحجرات: ١٢]، أصل الجَسِّ: مسُّ العرق وتعرّف نبضه للحكم به على الصحة والسقم، وهو أخص من الحسّ، فإنّ الحس تعرّف ما يدركه الحس. والجَسُّ: تعرّف حال ما من ذلك، ومن لفظ الجسّ اشتق الجاسوس⁣(⁣٢).

جسد

  الجَسَد كالجسم لكنه أخصّ، قال الخليل |: لا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض⁣(⁣٣) ونحوه، وأيضا فإنّ الجسد ما له لون، والجسم يقال لما لا يبين له لون، كالماء والهواء.

  وقوله ø: {وما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ}⁣[الأنبياء: ٨]، يشهد لما قال الخليل، وقال: {عِجْلًا جَسَداً لَه خُوارٌ}⁣[طه: ٨٨]، وقال تعالى: {وأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّه جَسَداً ثُمَّ أَنابَ}⁣[ص: ٣٤].

  وباعتبار اللون قيل للزعفران: جِسَاد، وثوب مِجْسَد: مصبوغ بالجساد⁣(⁣٤)، والمِجْسَد: الثوب الذي يلي الجسد، والجَسَد والجَاسِد والجَسِد من الدم ما قد يبس.

جسم

  الجسم: ما له طول وعرض وعمق، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع ما قطع، وجزّئ ما قد جزئ. قال اللَّه تعالى: {وزادَه بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ والْجِسْمِ}⁣[البقرة: ٢٤٧]، {وإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ}⁣[المنافقون: ٤]، تنبيها أن لا وراء الأشباح معنى معتدّ به، والجُسْمَان قيل: هو الشخص، والشخص قد يخرج من كونه شخصا بتقطيعه وتجزئته بخلاف الجسم.

جعل

  جَعَلَ: لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعمّ من فعل وصنع وسائر أخواتها، ويتصرّف على خمسة أوجه:

  الأول: يجري مجرى صار وطفق فلا يتعدّى، نجو جعل زيد يقول كذا⁣(⁣٥)، قال الشاعر:


(١) راجع: البصائر ١/ ٣٨١.

(٢) وهذا الفصل منقول حرفيا في البصائر، انظر: ١/ ٣٨٢.

(٣) انظر: العين ٦/ ٤٧.

(٤) انظر: العين ٦/ ٤٨.

(٥) وهذا الباب نقل السيوطي جلَّه في الإتقان ٢/ ٢١٠.