مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

جيب

صفحة 210 - الجزء 1

  معرّب جهنام⁣(⁣١)، وقال أبو مسلم: كهنّام⁣(⁣٢)، واللَّه أعلم.

جيب

  قال اللَّه تعالى: {ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ}⁣[النور: ٣١]، جمع جَيْب.

جوب

  الجَوْبُ: قطع الجَوْبَة، وهي كالغائط من الأرض، ثم يستعمل في قطع كلّ أرض، قال تعالى: {وثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ}⁣[الفجر: ٩]، ويقال: هل عندك جَائِبَة خبر⁣(⁣٣)؟

  وجوابُ الكلام: هو ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع، لكن خصّ بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب، قال تعالى: {فَما كانَ جَوابَ قَوْمِه إِلَّا أَنْ قالُوا}⁣[النمل: ٥٦]، والجواب يقال في مقابلة السؤال، والسؤال على ضربين:

  طلب مقال، وجوابه المقال.

  وطلب نوال، وجوابه النّوال.

  فعلى الأول: {أَجِيبُوا داعِيَ الله}⁣[الأحقاف: ٣١]، وقال: {ومَنْ لا يُجِبْ داعِيَ الله}⁣[الأحقاف: ٣٢].

  وعلى الثاني قوله: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما}⁣[يونس: ٨٩]، أي: أعطيتما ما سألتما.

  والاستجابة قيل: هي الإجابة، وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له، لكن عبّر به عن الإجابة لقلة انفكاكها منها، قال تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّه ولِلرَّسُولِ}⁣[الأنفال: ٢٤]، وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]، {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}⁣[البقرة: ١٨٦]، {فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}⁣[آل عمران: ١٩٥]، {ويَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ}⁣[الشورى: ٢٦] {والَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ}⁣[الشورى: ٣٨]، وقال تعالى: {وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}⁣[البقرة: ١٨٦]، {الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّه والرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ}⁣[آل عمران: ١٧٢].

جود

  قال تعالى: {واسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ}⁣[هود: ٤٤]،


(١) قال السمين: وما قاله غير مشهور في النقل، بل المشهور عندهم أنها عربية، وأنّ منعها للعلمية والتأنيث. انظر عمدة الحفاظ: جهنم.

(٢) في اللسان: قيل: هو تعريب كهنّام بالعبرانية. وأبو مسلم هو محمد بن بحر الأصفهاني من المفسرين المعتزلة توفي سنة ٢٢٣.

وانظر ترجمته في طبقات المفسرين للداوودي ٢/ ١٠٩، ولسان الميزان ٥/ ٨٩.

(٣) انظر: المجمل ١/ ٢٠٢، وأساس البلاغة ص ٦٨.