مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حفر

صفحة 244 - الجزء 1

  ١١٨ - حَفَدَ الولائد بينهنّ⁣(⁣١)

  وفلان مَحْفُود، أي: مخدوم، وهم الأختان والأصهار، وفي الدعاء: «إليك نسعى ونحفد»⁣(⁣٢)، وسيف مُحْتَفِد: سريع القطع، قال الأصمعي: أصل الحَفْد: مداركة الخطو.

حفر

  قال تعالى: {وكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ}⁣[آل عمران: ١٠٣]، أي: مكان محفور، ويقال لها: حَفِيرَة. والحَفَر: التراب الذي يخرج من الحفرة، نحو: نقض لما ينقض، والمِحْفَار والمِحْفَر والمِحْفَرَة: ما يحفر به، وسمّي حَافِر الفرس تشبيها لحفره في عدوه، وقوله ø: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ}⁣[النازعات: ١٠]، مثل لمن يردّ من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت⁣(⁣٣)؟.

  وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنّا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي:

  في القبور، وقوله: {فِي الْحافِرَةِ} على هذا في موضع الحال.

  وقيل: رجع على حافرته⁣(⁣٤)، ورجع الشيخ إلى حافرته، أي: هرم، نحو قوله تعالى: {ومِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ}⁣[النحل: ٧٠]، وقولهم: (النقد عند الحافرة)⁣(⁣٥)، لما يباع نقدا، وأصله في الفرس إذا بيع، فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه، والحَفْر: تأكَّل الأسنان، وقد حَفَرَ فوه حَفْراً، وأَحْفَرَ المهر للإثناء والإرباع⁣(⁣٦).

حفظ

  الحِفْظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضادّه النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حَفِظْتُ كذا حِفْظاً، ثم يستعمل في كلّ تفقّد وتعهّد ورعاية، قال اللَّه تعالى: {وإِنَّا لَه لَحافِظُونَ}⁣[يوسف: ١٢]، {حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ}⁣[البقرة: ٢٣٨]،


(١) البيت:

حفد الولائد حولهنّ وأسلمت ... بأكفهنّ أزمّة الأجمال

ونسب للأخطل في غريب الحديث ٣/ ٣٧٤، وليس في ديوانه، وهو في اللسان (حفد).

(٢) الدعاء جاء عن عمر بن الخطاب أنّه قنت به في الصبح بعد الركوع فذكره بطوله، انظر: (الأذكار)، باب القنوت في الصبح، ونزل الأبرار ص ٩٠، وغريب الحديث لأبي عبيد ٣/ ٣٧٤، وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ١٠٦.

أقول: قال أبو الحسن بن المنادي في كتابه (الناسخ والمنسوخ): وممّا رفع رسمه من القرآن، ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، وتسمى سورتي الخلع والحفد. انظر: الإتقان ٢/ ٣٤.

(٣) انظر: المجمل ١/ ٢٤٣.

(٤) راجع: أساس البلاغة ص ٨٨، والمجمل ١/ ٢٤٤، ومجمع الأمثال ١/ ٣٠٨.

(٥) انظر: الكشاف للزمخشري ٤/ ١٨١، ومجمع الأمثال ٢/ ٣٣٧، والمجموع المغيث ١/ ٤٦٧.

(٦) في الأفعال ١/ ٣٤٨ وأحفر المهر للإثناء والإرباع: سقطت ثناياه ورباعياته.